عنوان الفتوى : حديث منكر في فضل اللهج بذكر الله .
كنا في وليمة عقيقة فقام أحدهم يعطي موعظة ، فذكر الحديث التالي " إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة أسري به ، رجل طويلا ، لا يكاد يرى رأسه في السماء ، فقال من هذا ملك ؟ قيل لا . قال : نبي ؟ قيل : لا . قال : فمن ؟ قيل : هذا رجل لم يزل لسانه رطبا من ذكر الله ، ولم يستسب لوالديه " هل هذا صحيح ؟
الحمد لله
هذا الحديث رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الأولياء" (95) فقال :
ذَكَرَ عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ، ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي
الْحَوَارِيِّ، نا أَبُو الْمُخَارِقِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِرَجُلٍ مُغَيَّبٍ فِي
نُورِ الْعَرْشِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا، مَلَكٌ؟ قِيلَ: لَا، قُلْتُ: نَبِيٌّ؟
قِيلَ: لَا، قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَانَ فِي الدُّنْيَا
لِسَانُهُ رَطِبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَقَلْبُهُ مُعَلَّقًا بِالْمَسَاجِدِ،
وَلَمْ يَسْتَسِبَّ لِوَالِدَيْهِ قَطُّ )
وهذا إسناد ضعيف جدا ، وفيه علل :
أولا : الإعضال ، فإن أبا المخارق هذا من أتباع التابعين ، أو هو من الآخذين عن تبع
الأتباع ، فقد توفي ابن أبي الحواري الراوي عنه سنة (246) ، وهو من الطبقة العاشرة
عند الحافظ ، وهي طبقة كبار الآخذين عن تبع الأتباع ، ممن لم يلق التابعين .
انظر : " تقريب التهذيب " (1 /26) ، (1/39)
ثانيا : أبو المخارق هذا هو الراهبي الشامي ، مجهول ، ذكره ابن عساكر في "تاريخه"
(59/ 337) من رواية ابن أبي الحواري عنه فقط ، روى عنه قولا من قوله ، ليس له حديث
مرفوع .
ثالثا : عون بن إبراهيم الشامي ، ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (477/55) من رواية ابن
أبي الدنيا فقط عنه ، ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا ، فهو رجل مجهول العين والحال .
وهذا الحديث ذكره الألباني في "الضعيفة" (6845) وقال : " منكر " .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |