عنوان الفتوى : الحكمة من خلق الحشرات والحيوانات الضارة
يا شيخ: في بعض الأحيان يجب علي أن أستيقظ مبكراً لأنجز بعض الأعمال أو لأذهب إلى المدرسة أو غير ذلك، وهناك سؤال يحيرني: لماذا خلق الله بق الفراش؟ وما الفائدة غير إيذائنا ونقل الجراثيم إلينا؟ أصبحت أكره البيت الذي أعيش فيه بسبب بق الفراش ـ عليه من الله ما يستحق ـ وهل التفكير بهذه الطريقة حرام؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نطلع على شيء مخصوص في الحكمة من خلق البق، ولا شك أن كل خلق الله تعالى خلقه لحكمة بالغة، ولسنا متعبدين بمعرفة تلك الحكم، كما قدمنا في الفتويين رقم: 119960، ورقم: 110540.
وقد سئل الشيخ محمد المنجد عن الحكمة من خلق الحشرات الضارة كالثعابين، فقال في جوابه: إنّ من الحكم في خلق مثل هذه المخلوقات ظهور إتقان صنعة الله في خلقه وتدبيره عزّ وجلّ في مخلوقاته، فعلى كثرتها فإنّه يرزقها جميعا، وكذلك فإنّه سبحانه يبتلي بها ويأجر من أصيب بها، وتظهر شجاعة من قتلها، وكذلك يبتلي بخلقها عباده من جهة إيمانهم ويقينهم، فأمّا المؤمن فيرضى ويسلّم، وأمّا المرتاب فيقول: ماذا أراد الله بهذا الخلق!! وكذلك يظهر ضعف الإنسان وعجزه في تألمه ومرضه بسبب مخلوق هو أدنى منه في الخلقة بكثير. وقد سئل بعض العلماء عن الحكمة من خلق الذباب، فقال: ليذلّ الله به أنوف الجبابرة. وبوجود المخلوقات الضارة تظهر عظم المنّة من خلق الأشياء النافعة؛ كما قيل: وبضدّها تتبيّن الأشياء ـ ثمّ قد ظهر بالطبّ والتجربة أنّ عددا من العقاقير النافعة تُستخرج من سمّ الأفاعي وما شاكلها، فسبحان من جعل في الأمور التي ظاهرها الضرر أمورا نافعة، ثمّ إنّ كثيرا من هذه الحيوانات الضارّة تكون طعاما لغيرها من الدوابّ النافعة مما يشكّل حلقة في التوازن الموجود في الطبيعة والبيئة التي أحكم الله خلقها.
هذا؛ ويجب أن يعتقد المسلم أنّ كلّ أفعاله تعالى خير، وليس في مخلوقاته شرّ محض، بل لا بدّ أن يكون فيها خير من وجه آخر وإن خفي على بعضنا.... اهـ.
والله أعلم.