عنوان الفتوى : لماذا يقدم ذكر الجن على الإنس في القرآن
لماذا نرى في القرآن الكريم تَقْديم الجِنِّ عَلَى الإِنْسِ. هل هم أفضلُ مِنَ الإنس؟
كما قرَّر العلماء: العَطف بالواو لا يقتضي ترتيبًا ولا تعقيبًا، فالكُلُّ مَخْلُوقونَ لله ومُخاطبون بالشريعة وسيُحاسَبون أمام الله، وهم مُشتركون في هذه الأمور وفي غيرها، ولعلَّ تقديم الجنِّ على الإنس راجع إلى أنَّ الجنَّ كانوا موجودين قبل خلقِ آدمَ. فلمَّا خَلَقَه الله أمر الملائكة بالسجود له، وكان معهم إبليس وقال بعض العلماء: لعلَّ التقديم بسبب أن الجنَّ تشمل المَلائكة بجامع الاستتار في كلٍّ ، وفي ذلك يقول الله تعالى عن الكفار (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا) (سورة الصافات :158) حيث قالوا: إنَّ الملائكة بناتُ الله قال الأعشى:
وسخَّر من جِنِّ المَلائِكِ سَبْعة قيامًا لديه يعملون بلا أجر
فأما قوله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) (سورة الرحمن: 74) وقوله: (لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌ) (سورة الرحمن : 39) وقوله (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَاْلجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبًا) (سورة الجن: 5) فإن لفظ الجن ها هنا لا يتناول الملائكة بحال ، وذلك لنزاهتهم عن العيوب، وأنه لا يتوهم عليهم الكذب ولا سائر الذنوب، فلما لم يتناولهم عموم اللفظ لهذه القرينة بدأ لفظ الإنس لفضلهم وكمالهم “آكام المرجان للشبلي ص 7”.