عنوان الفتوى : ميادين جهاد المرأة
عندما أرى الناس الذين يستشهدون في سوريا، وفلسطين، والعراق. وأقرأ في التاريخ عن كل الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم من أجل" لا إله إلا الله" وكانت لديهم الشجاعة ليتركوا كل شيء في هذه الدنيا (علما أن كثيرين منهم تكون أوضاعهم جيدة جدا) ليذهبوا للقتال في سبيل الله, عندما أتفكر في كل هذا (وهذا ما يحدث غالبا كل ليلة) فإنني أصاب بحالة من الاكتئاب، واحتقار الذات، وكره الحياة، وأبكي كثيرا. وأنا للأسف أعلم أن هذا حرام، ولكن أحس بذنب كبير؛ لأنني أشعر بأنني لا أفيد الإسلام بشيء، ولدي اعتقاد بأنه مهما فعل المرء منا فلن يصل إلى منزلة الشهداء، وأنا أخاف من الموت كثيرا، وهذا يصيبني بالإحباط. أرجو منكم أن تدلوني على طريقة أتخلص بها من هذا الهوس، وأكون مسلمة صالحة، ويرجع لي الأمل بأن أكون من أصحاب الجنة إن شاء الله. جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتكم، وجعل مثواكم الجنة إن شاء الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المرأة ليست مكلفة في الأصل بالقتال كما كلف الرجال؛ لأن الجهاد من شروط وجوبه الذكورة.
قال خليل: وسقط بمرض، وصباً، وجنون، وعمى، وعرج، وأنوثة...
وقد يجب الجهاد على المرأة إذا فاجأ العدو القوم، ولم يستطيعوا الدفاع دون مشاركة النساء.
قال خليل: وتعين بفجء العدو وإن على امرأة...
وليس علي المرأة أن تتمنى ما أوجب الله على الرجال، كما ذكر الله تعالى في قوله: وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {النساء:32}.
قالت أم سلمة: يا رسول الله؛ يغزو الرجال ولا نغزو، ولنا نصف الميراث. فأنزل الله: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}. رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
فكما أن للرجل أبوابا من الخير والأجر، فإن للمرأة أيضا أبوابا من الخير، ومنها: إعداد المجاهدين، والعلماء العاملين إذا قامت بتربية أولادها على الوجه المرضي، وإذا استحضرت المرأة نية التقرب إلى الله في تلك الأعمال، فلها أجر عظيم.
وميادين الجهاد، والدفاع عن الإسلام التي للمرأة المسلمة فيها دور عظيم، كثيرة، ولا تقتصر على ميدان المعركة.
وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 119469.
والله أعلم.