عنوان الفتوى : التطير.. تعريفه.. وضابط المنهي عنه
رفع الله قدركم: بعض الناس اعتاد على حمل مصحف في جيبه وإذا ما نسيه يشعر بالضيق، وهناك بعض الأشياء يتعود حملها كأن يحمل آلة حاسبة معينة في الاختبارات، وعندما ينساها أو يستعمل غيرها يشعر بالضيق، فهل يعد هذا من التشاؤم أو الطيرة ؟ وما الفرق بين الشعور بالضيق وبين الطيرة والتشاؤم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مجرد ضيق النفس من نسيان شيء لا يعد من الطيرة المحرمة، فإن الطيرة كما عرفها ابن الأثير: هي التشاؤم بالشيء، وهو مصدر تطير، يقال: تطير طيرة، وتخير خيرة، ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما، وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع، وأبطله ونهى عنه، وأخبره أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر. اهـ.
وضابط التطير المحرم: أنه ما حمل على الإقدام أو الإحجام، كما جاء في الحديث: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك. أخرجه أحمد.
قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشية كتاب التوحيد: هذا حد الطيرة المنهي عنها، فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقاعدة كلية، وهي ما يحمل الإنسان على المضي فيما أراده، أو يمنعه من المضي فيه، فتلك الطيرة، ومن مضى أو امتنع بسببها فقد أشرك. اهـ.
فما دام الشخص لم يحمله نسيانه للمصحف أو غيره على الأحجام عن أمره، فلا يعد متطيرا ولا متشائما، وانظر للفائدة في بيان الطيرة والتشاؤم الفتاوى التالية أرقامها: 14326، 29787، 64305.
والله أعلم.