عنوان الفتوى : دعاء التائب مستجاب
أنا شاب أبلغ من العمر 17سنة وأدرس حاليا في الصف الحادي عشر في الولايات المتحدة الأمريكية، كنت صاحب خلق ودين وكنت متشددا وأعيش في السعودية وتغربت لإكمال الدراسة، وعندما كان عمري ثلاثة عشر وأنا على الفطرة كنت أخاف الله كثيرا وأجعله رقيبا علي ولم أعص الله أبدا ـ ولله الحمد ـ وكنت أشمت ببعض الطلاب العصاة الذين ينظرون إلى الأفلام القبيحة والصور الخليعة أو الذين يستمعون إلى الأغاني وكنت أقول في نفسي ألا يخافون من عقاب الله؟ وهل سيدخلون النار؟ حتى وصلت 13ونصف وأصبحت أسمع الآغاني، وفي يوم من الأيام فتحت التلفاز وكانت المحطة على إحدى القنوات وكانت هنالك امرأة ترقص وتغني فلم أستطع أن أغيرها وبدأت بالمشاهدة حتى نزلت من العضو التناسلي مادة لزجة ولم أكن أعلم أن هذا هو المني حتى أدخل والدي النت فأصبحت أتصفح المواقع الإسلامية على اليوتيوب وبدأت تظهر لي مقاطع خليعة ووسوس لي الشيطان ودخلت إليها حتى تعلمت الإنزال، ومن ذلك اليوم وأنا أمارسها وعرفت أن اسمها العادة السرية وعرفت تحريمها وتبت وعدت، وتبت وعدت حتى حلفت على القرآن أن أتركها ولم أستطع تركها، وكنت أحب ابنة خالتي وأنا في سن 14وهي كذلك، وكان أي شخص يراني يقع في حبي بسبب علاقتي الجيدة مع رب العالمين حتى بلغت من العمر 17 وأصبح الناس لا ينجذبون إلي مثل السابق وأصبح الحب كراهية وكنت أدعو ربي أن أتزوجها حتى استجاب لي ربي بفضلة وأتت والدتتها تطلبني لها، وأصبح لدي ضيق في القلب وضعف في الانتصاب وعدم القدرة على الانتصاب بمجرد التفكير أو الإثارة، وأصبحت تؤلمني الخصيتان، فمسكت القرآن الكريم وقرأت فيه ودعوت ربي أن يحيي قلبي وأعضائي وقلت: أشهد ملائكتك وحملت عرشك بأن هذا العهد الأخير، ومنذ أسبوع لم أفعل أي معصية ـ والحمد الله ـ وإلى الآن أدعو أن أتزوجها، فهل سيستجيب لي الله بعد كل هذا أم لا بسبب المعاصي؟ وكيف تعود شهوتي والانتصاب الكامل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يمن عليك بتوبة نصوح، وعليك أن تحسن ظنك بالله، واعلم أن الله عز وجل من أسمائه التواب، وهو سبحانه يحب التائبين، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ{البقرة:222}.
والله جل وعلا يفرح بعبده إذا تاب إليه، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح. أخرجه الشيخان، واللفظ لمسلم.
والعبد إذا تاب، فإن الله يغفر له ذنبه مهما كان عظيما، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
بل إن الله بفضله وكرمه يبدل سيئات التائبين حسنات، كما قال سبحانه: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70}.
والوعيد الوارد على الذنوب، كالمنع من إجابة الدعاء، لا يلحق التائب الصادق في توبته، قال ابن القيم معلقا على أحد نصوص الوعيد: وقال الجمهور: وهذا من الوعيد الذي له حكم أمثاله من نصوص الوعيد التي تدل على أن الفعل مقتض لهذا الحكم وقد يتخلف عنه لمانع، وقد دل النص والإجماع على أن التوبة مانعة من لحوق الوعيد. اهـ.
فمن تاب من ذنبه، فإن الله يستجيب دعاءه بفضله وكرمه، فعليك أخي أن تبادر بالتوبة قبل أن تموت فيغلق بابها دونك، وأن تتضرع إلى الله سبحانه أن يمن عليك بتوبة نصوح، ولمعرفة شروط التوبة وأحكامها راجع الفتويين رقم: 5450، ورقم: 111852.
وراجع لمزيد بيان في حكم العادة السرية ومشاهدة الأفلام الجنسية ووسائل التخلص منها الفتاوى التالية أرقامها: 137744، 3605، 7170.
وانظر في ذكر وسائل تقوية الإيمان، وسبل تحقيق الخوف من الله الفتاوى التالية أرقامها: 10800، 18074، 142679.
وأما ما يتعلق بالمشاكل الصحية: فيمكنك التواصل بشأنها مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.