عنوان الفتوى : حكم وضع صورة المسجد على السجاد
الحمد لله وصلى الله على رسوله هل هناك مانع في اتخاذ صورة مسجد وهلال على سجاد المسجد أو الموكيت . وهل في هذا إهانة . لكم الشكر الجزيل على جهودكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه:ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ [الحج:30]. ويقول جل وعلا:ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].
وأصول الشرع تقتضي صيانة كل ما له صلة بالدين، ومن هذا الباب منع العلماء دخول الحمام وأماكن القذر بشيء مكتوب فيه اسم الله .... وأوجبوا أخذ مكتوب مرمي في الطريق وصيانته خشية أن يكون فيه اسم الله أو آية من كتاب الله أو حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ما له تعلق بالدين.
ولا شك أن صورة المسجد أو المنارة أوالهلال شعار من شعارات الإسلام، ولها مكانة في نفس المسلم... وإذا كان يقصد بوضعها على السجاد والموكيت والفراش .... الامتهان والتقليل من شأن الدين بوضع هذه الرموز والإشارات في الأماكن غير اللائقة، فلا شك أن هذا لا يجوز شرعاً، ولا يمكن لمسلم أن يرضى به، بل ربما جر فاعله إلى الكفر الأكبر المخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله.
أما إذا لم يقصد به ذلك وكان لمجرد الزينة والتطريز فلا شك أن الأولى تركه، لأنه وإن لم يكن للامتهان فإنه مما يشوش على المصلي في صلاته وقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي" قال الحافظ ابن حجر ( ويستنبط منه كراهية كل ما يشغل عن الصلاة من الأصباغ والنقوش ونحوها) انتهى.
والله أعلم.