عنوان الفتوى : الممتنع لذاته والمحال لا تتعلق به قدرة الله وإرادته
قال أحد الإخوة إن الحلول داخل العالم -حلول الله داخل العالم سبحانه وتعالى- أن ذلك ممتنع؛ لأن الله لا يريده، وليس لأنه ممتنع لذاته. ولكني أعلم جيدًا أنه يناقض علو الله المطلق، وصفات الله الواجبة له، فالحلول يستلزم أن يكون الله داخل المخلوق -والله أكبر من كل شيء- ويكون تحت شيء من المخلوقات، وهذا ممتنع لذاته أصلًا. وقد مرّ على عقلي حينئذ كون الله قد حرَّم الظلم على نفسه؛ وفهمت من ذلك أن الله يقدر عليه لكنه لا يفعله. فأرجو منكم تبيان الأمر. وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعروف بداهة أن القدرة إنما تتعلق بالممكن لا بالمحال، فالله تعالى على كل شيء قدير، ولكن المحال ليس بشيء أصلا. وبالتالي فلا تتعلق به قدرة الله وإرادته. وقد سبق لنا إيضاح ذلك في الفتويين: 44982، 111144.
وحلول الله تعالى في شيء من خلقه محال، أو ممتنع لذاته -كما قال السائل- وبالتالي فلا يمكن أن تتعلق به قدرة الله وإرادته. وعلى ذلك، فقد أخطأ من علل امتناع حلول الله تعالى بشيء من خلقه، بأنه تعالى لا يريده، لا لأنه ممتنع لذاته. والصواب أن ذلك ممتنع لذاته ومحال، فلا تتعلق به قدرة الله وإرادته أصلا.
وأما مسألة الظلم المنفي عن الله، فقد سبق لنا تفصيل القول فيها، وذلك في الفتوى رقم: 175719. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 172571.
والله أعلم.