عنوان الفتوى : الفرح بمقتل عمر علامة زندقة وبغض للدين
ما حكم من يفرح لموت سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- (أيا كان ) ويعبر عن ذلك بالقفز ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ إنما قتل شهيدا في سبيل الله، ولم يكن قتله إلا بغضا للرسول صلى الله عليه وسلم ودينه وأمته، ونصرةً للمجوسية ومثلها من ملل الكفر !!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية): لا يشك من عرف أحوال الصحابة أن عمر كان أشد عداوة للكفار والمنافقين من علي، وأن تأثيره في نصر الإسلام وإعزازه، وإذلال الكفار والمنافقين، أعظم من تأثير علي، وأن الكفار والمنافقين أعداء الرسول يبغضونه أعظم مما يبغضون عليا؛ ولهذا كان الذي قتل عمر كافرا يبغض دين الإسلام، ويبغض الرسول وأمته، فقتله بغضا للرسول ودينه وأمته. والذي قتل عليا كان يصلي، ويصوم، ويقرأ القرآن، وقتله معتقدا أن الله ورسوله يحب قتل علي، وفعل ذلك محبة لله ورسوله - في زعمه - وإن كان في ذلك ضالا مبتدعا. والمقصود أن النفاق في بغض عمر أظهر منه في بغض علي. ولهذا لما كان الرافضة من أعظم الطوائف نفاقا كانوا يسمون عمر فرعون الأمة. وكانوا يوالون أبا لؤلؤة - قاتله الله - الذي هو من أكفر الخلق، وأعظمهم عداوة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. اهـ.
فالفرح بموت عمر الفاروق نفاق، وبغضه علامة على الزندقه والطغيان.
قال الطحاوي في عقيدته: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير. وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق، وطغيان. اهـ. وراجع الفتوى رقم: 29530. والفتوى رقم: 138080.
والله أعلم.