عنوان الفتوى : معاوية بن أبي سفيان...نسبه..حياته وتاريخ إسلامه
هل أسلم معاوية بن أبي سفيان قبل الفتح أم بعد الفتح ؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي للمسلم الطموح أن يكون له معرفة بأخبار الماضي، واطلاع على سير الرجال الكبار، الذين كان لهم تأثير في صناعة التاريخ والدعوة والجهاد.. وعلى رأس هؤلاء نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن أصحابه صلى الله عليه وسلم البارزين الذين كان لهم دور بارز في تاريخ المسلمين وغيرهم أما معاوية رضي الله عنه، فهو بن أبي سفيان (صخر) بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الرابع له صلى الله عليه وسلم عبد مناف. وهو معدود من مسلمة الفتح.... قال الذهبي في السير: قيل: إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، وبقي يخاف اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم -من أبيه- ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح، وقيل: لو كان قديم الإسلام ما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مع المؤلفة قلوبهم.
حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة، كما حدث عن عدد من الصحابة منهم: أخته أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها، وعن أبي بكر وعمر.
وحدث عنه ابن عباس وسعيد بن المسيب وأبو إدريس الخولاني وعروة بن الزبير وخلق سواهم من التابعين.
وكان رضي الله عنه ممن يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل: كتب له مرات يسيرة، ونقل الذهبي قال: كان زيد بن ثابت كاتب الوحي، وكان معاوية كاتباً فيما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين العرب.
عاش معاوية -رضي الله عنه- حياة حافلة بالأحداث العظام، وولي الشام عشرين سنة من قبل عمر وعثمان رضي الله عنهما، وتولى الخلافة عشرين سنة بعد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، واستتب له الأمر إلى أن توفي سنة ستين هجرية وعاش سبعا وسبعين سنة رضي الله عنه.
والحاصل: أن معاوية رضي الله عنه، معدود في مسلمة الفتح مع أبيه. وهناك روايات كثيرة تفيد أنه أسلم بعد صلح الحديبية عام عمرة القضاء، والصحيح غير ذلك.
والله أعلم.