عنوان الفتوى : الأدلة على تحريم الكلام الفاحش
ما الأدلة على تحريم الكلام الفاحش؟ وهل ما ينشر على الفيس من كلام عن الحب يعتبر كلامًا فاحشًا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يكون فاحش اللسان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش. رواه مسلم. وَفِي التِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلَ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ, وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال في خطبته: وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ، وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ «وَذَكَرَ» الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ.
قال ابن رجب الحنبلي في شرح هذا الحديث: الصنف الخامس: الشنظير، وقد فسر بالسيء الخلق، والفحاش هو الفاحش المتفحش، وفي الصحيحين عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه". وفي الترمذي عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يبغض الفاحش البذيء" والبذيء الذي يجري لسانه بالسفه ونحوه من لغو الكلام, وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "بحسب امرئ من الشر أن يكون فاحشًا بذيئًا بخيلًا جبانًا" فالفاحش هو: الذي يفحش في منطقه, ويستقبل الرجال بقبيح الكلام من السب ونحوه، ويأتي في كلامه بالسخف وما يفحش ذكره. انتهى.
والكلام في المنتديات عن الحب إن كان من يتخاطب به هم رجال ونساء أجانب، فهو خصلة قبيحة داخلة في الكلام الفاحش، قال ابن الأثير: كُلُّ خَصْلة قَبِيحَةٍ فَهِيَ فَاحِشَة، مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ. انتهى.
ويرجى مراجعة هاتين الفتويين: 18243، 122817.
والله أعلم.