عنوان الفتوى : لم يطرق بابها أحد لخطبتها وقد كبرت
الإخوة الكرام في لجنة الفتوى، أنا فتاة من غزة عمري 34 عاماً أعاني من مشكلتين:الأولى: تتمثل في أنني أعاني من آلام لا تحتمل قبل موعد الدورة الشهرية مما يؤثر على حالتي النفسية بشكل سيئ جداً، وبالتالي انقطاعي أو تقطيعي للصلاة وأنا لا أريد ذلك وأريد الخروج من هذه المشكلة، فأنا والحمد لله ملتزمة بالصلاة ولكن الأيام الثلاثة أو الأربعة التي تسبق موعد الدورة الشهرية تؤثر بشكل سلبي على حالتي النفسية وصحتي.الثانية: أنني كما قلت لكم أصبح عمري الآن 34 عاماً وحتى الآن لم يطرق بابي أحد لخطبتي مع العلم أنني ولله الحمد من عائلة سمعتها طيبة ومتعلمة ومقبولة الشكل ولله الحمد وميسورة الحال ومتدينة وأواظب على دعاء الله عز وجل بشكل مستمر، فكيف الخروج من هذه المشكلة أيضاً؟ مع العلم أنني في أمس الحاجة لأكون أما حيث إن عاطفة الأمومة لدي كبيرة جداً والجميع يشهد بذلك ولله الحمد، الرجاء إفادتي بما هو لازم بالنسبة للمشكلتين، شاكرة لكم جهودكم العظيمة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الصلاة: فلا عذر لأحد تجب عليه في تأخيرها وإخراجها عن وقتها، وتعمد إخراج الصلاة عن وقتها من كبائر الذنوب ـ عياذا بالله ـ وانظري الفتوى رقم: 130853.
فعليك أن تجاهدي نفسك وتستعيني بالله ولا تستسلمي لوسوسة الشيطان ومكره، واستحضري ما يترتب على تضييع الصلاة من الوعيد الشديد، فإن ذلك يحملك على المبادرة بأدائها خوف الدخول تحت طائلة هذا الوعيد.
وأما أمر الزواج: فاعلمي أن كل شيء بقدر، وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الله تعالى لا يقدر شيئا إلا لحكمة ومصلحة عظيمة، وأن العبد قد يحب حصول شيء ما ولا خير له فيه، بل الخير في صرفه عنه، والله تعالى أرحم بعبده من الأم بولدها، فتضرعي له وسليه من فضله العظيم، ثم ارضي بما يقدره ويقضيه عالمة أنه الخير والحكمة والمصلحة، وفوضي أمرك لربك تعالى فإنه أعلم بمصلحتك منك، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
والله أعلم.