عنوان الفتوى : القول الراجح في تفسير الكرسي
ما ذكرتم 3 أقوال في تفسير آية الكرسي، مع أن هناك حديثا صحيحا كما صحح الشيخ الألباني -رحمه الله- في الصحيحة برقم: 109 لعلكم تذكرونه وتضيفون فيه إن شاء الله، وجزاكم الله خيرا ونفع الله بكم. “ ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة “. وقال في الأخير: وجملة القول: أن الحديث بهذه الطرق صحيح، وخيرها الطريق الأخير. والله أعلم. والحديث خرج مخرج التفسير لقوله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض) وهو صريح في كون الكرسي أعظم المخلوقات بعد العرش، وأنه جرم قائم بنفسه وليس شيئا معنويا. ففيه رد على من يتأوله بمعنى الملك وسعة السلطان، كما جاء في بعض التفاسير. وما روي عن ابن عباس أنه العلم، فلا يصح إسناده إليه؛ لأنه من رواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه. رواه ابن جرير. قال ابن منده: ابن أبي المغيرة ليس بالقوي في ابن جبير. واعلم أنه لا يصح في صفة الكرسي غير هذا الحديث، كما في بعض الروايات أنه موضع القدمين، وأن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، وأنه يحمله أربعة أملاك، لكل ملك أربعة وجوه، وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة ... إلخ . فهذا كله لا يصح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضه أشد ضعفا من بعض.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر الأخ على تواصله وحرصه على الإفادة، وهذا الحديث المنقول في السؤال سبق أن ذكرناه في الفتوى رقم: 96343 . ورجحنا فيها أن الكرسي هو موضع قدمي الرب جل وعلا، مع أن الحديث مختلف في ثبوته، وليس نصا في تفسير الآية الكريمة، والخلاف في تفسير الكرسي في الآية الكريمة معروف عند المفسرين من السلف فمن بعدهم، وقد ذكرنا أقوالهم في فتوى محالة في الفتوى السابقة وهي برقم: 34465.
والله أعلم.