عنوان الفتوى : حول كتاب: أسنى المطالب في نجاة أبي طالب
ما مدى الاعتماد على ما جاء في كتاب أسنى المطالب في نجاة أبي طالب, تأليف: أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي, تحقيق وتعليق: حسن بن علي السقاف؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أبا طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مات كافرًا، وأدلة ذلك في الصحيح, وما استفاض في السير، ولا يوجد في ذلك خلاف معتبر بين أهل العلم، كما نبهنا عليه في الفتوى رقم: 8306.
ومما يبين سبب تأليف هذا الكتاب ما ذكر السيد محمد رشيد رضا في مقدمة كتاب: صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان, حيث قال: قال صاحب كتاب: البراهين القاطعة على ظلام الأنوار الساطعة, المطبوع بالهند: إن شيخ علماء مكة في زماننا - قريب من سنة 1303هـ - قد حكم - أي أفتى - بإيمان أبي طالب, وخالف الأحاديث الصحيحة؛ لأنه أخذ الرشوة الربابي القليلة من الرافضي البغدادي.اهـ.
وشيخ مكة في ذلك العهد هو الشيخ أحمد دحلان الذي توفي سنة 1304, وصاحب الكتاب المذكور - أي البراهين القاطعة - هو العلامة الشيخ رشيد أحمد الكتكوتي مؤلف: كتاب بذل المجهود شرح سنن أبي داود, والخبر مذكور فيه، وهو قد نسب إلى أحد تلاميذ مؤلفه الشيخ خليل أحمد, والصحيح أنه هو الذي أملاه عليه، وهو كبير علماء ديوبند في عصره - رحمه الله -. اهـ.
وكتاب صيانة الإنسان للعلامة الكبير المحدّث الفقيه محمد بشير السَّهسواني الهندي، كفيل ببيان حال أحمد زيني دحلان, وأما محقق الكتاب فراجع فيه الفتوى رقم: 39089.
والله أعلم.