عنوان الفتوى : معنى التحريج على الحية الوارد في الحديث
ما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الحية إذا وجدتها في البيت أن تحرِّج عليها وتمهلها ثلاثة أيام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لهذه البيوت عوامر, فإذا رأيتم شيئًا منها فحرجوا عليها ثلاثًا, فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر. رواه مسلم.
والمراد بذلك: إنذارها بألا نتعرض لأذيتها ونمهلها ثلاثة أيام, وإلا قتلناها, قال ابن عبد البر: والإنذار أن يقول الذي يرى الحية في بيته: أحرّج عليك أيتها الحية بالله واليوم الآخر أن تظهري لنا أو تؤذينا.
وقال في الفتح: معناه أن يقال لهن: أنتن في ضيق وحرج إن لبثت عندنا أو ظهرت لنا أو عدت إلينا.
وفي طرح التثريب في شرح التقريب: وهو أن يقول: أنشدكن العهد الذي أخذه عليكن نوح, أنشدكن العهد الذي أخذه عليكن سليمان أن لا تؤذونا, وقال المازري: أما صفة الإنذار فحكى ابن حبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنشدكن بالعهد الذي أخذه عليكن سليمان أن لا تؤذونا, أو تظهروا لنا, وأما مالك فإنه قال يكفي في الإنذار أن يقول: أحرج عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدو لنا ولا تؤذينا, وأظن مالكًا إنما ذكر هذا لقوله في صحيح مسلم: فحرجوا عليها ثلاثا, فلهذا ذكر أحرج عليك. انتهى. قال عياض: لأنه إذا لم يذهب بالإنذار بان أنه ليس من عمار البيوت, ولا ممن أسلم, وأنه شيطان فقتله مباح. وللفائدة انظر فتوانا رقم: 4688.
والله أعلم.