عنوان الفتوى : لماذا لا نرى الله في الدنيا
لماذا لا نرى الله ؟ ما الفائدة ؟ هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله عز وجل قد قضى وقدر بحكمته أنه لن يراه أحد في الدنيا؛ لأسباب منها: أنه لو حصل ذلك لآمن كل الناس، وانتفت الحكمة التي من أجلها أوجد الله الناس في هذه الحياة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 96228
ومن الأساب كذلك ضعف الخلق، وعدم إطاقتهم لرؤية الله في الدنيا.
قال النووي: وقال أكثر مانعيها في الدنيا: سبب المنع ضعف قوى الآدمي في الدنيا عن احتمالها، كما لم يحتملها موسى صلى الله عليه وسلم في الدنيا. اهـ.
وقال ابن أبي العز الحنفي: وإنما لم نره في الدنيا لعجز أبصارنا, لا لامتناع الرؤية. اهـ .
أما في الآخرة، فالمؤمنون يرون ربهم، وهذا أعظم ثوابهم، قال سبحانه: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {القيامة:23،22 }. وأخرج مسلم في صحيحه عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل.
والله أعلم.