عنوان الفتوى : هدي النبي في الشارب
أريد أن أعرف كيف كان شارب النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يقصه، أم يحلقه بالموسى؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد وغيره، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّ شَارِبَهُ، وَكَانَ أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ مِنْ قَبْلِهِ يَقُصُّ شَارِبَهُ. وتكلم بعض أهل العلم في سنده.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُصُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى. رواه أحمد وغيره، وصححه الأرناؤوط. ومثله في الصحيحين عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى. وفسر كثير من أهل العلم أحفوا الشوارب بأخذ ما طال على الشفة.
وروى أبو داود وغيره عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا طَوِيلَ الشَّارِبِ قَالَ: فَدَعَا بِسِوَاكٍ وَشَفْرَةٍ، وَوَضَعَ السِّوَاكَ تَحْتَ شَارِبِ الرَّجُلِ فَقَطَعَهُ. وَفِي لفظ: فدعا بسواك وشفرة، فوضع السواك تحت الشارب، فقص عليه. صححه الألباني في صحيح أبي داود.
قال الحافظ في الفتح: وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّونَ شَوَارِبَهُمْ.
ولذلك فالأقرب - والله أعلم- وهو الظاهر من هذه الأحاديث أن يكون النبي –صلى الله عليه وسلم- يقص شاربه حتى يبدو طرف الشفة، كما فعل بالمغيرة، وكما كان كثير من الصحابة يفعل.
وقد بينا مذاهب أهل العلم وأقوالهم في قص الشارب وحلقه. في الفتوى رقم: 46032.
والله أعلم.