عنوان الفتوى : حد الإسراف وأنواعه
ما ضابط الإسراف في الطعام والشراب؟ وأرجو عدم إحالتي إلى أي فتوى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فضابط الإسراف هو: الزيادة على القدر الكافي, أو الترفه فيه مجاوزة عن الحد, أو تجاوز الحلال إلى الحرام, وقد بين السعدي ذلك في تفسيره: والإسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي والشره في المأكولات التي تضر بالجسم, وإما أن يكون بزيادة الترفه والتنوق في المآكل والمشارب واللباس, وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام, فإن السرف يبغضه الله, ويضر بدن الإنسان ومعيشته؛ حتى إنه ربما أدت به الحال إلى أن يعجز عما يجب عليه من النفقات. وبمثله قال الرازي في التفسير الكبير: وأما قوله تعالى: وَلاَ تُسْرِفُواْ, ففيه قولان: القول الأول: أن يأكل ويشرب بحيث لا يتعدى إلى الحرام, ولا يكثر الإنفاق المستقبح, ولا يتناول مقدارًا كثيرًا يضره ولا يحتاج إليه.
قال في المبسوط: ولأنه إنما يأكل في منفعة نفسه، ولا منفعة في الأكل فوق الشبع، بل فيه مضرة، فيكون ذلك بمنزلة إلقاء الطعام في مزبلة، أو شر منها، ولأن ما يزيد على مقدار حاجته من الطعام فيه حق غيره، فإنه يسد به جوعته إذا أوصله إليه بعوض أو بغير عوض، فهو في تناوله جانٍ على حق الغير، وذلك حرام، ولأن الأكل فوق الشبع ربما يمرضه، فيكون ذلك كجراحته. انتهى
إلا أنه ينبغي مراعاة أن الشبع يختلف من شخص إلى آخر, قال ابن العربي: فإن قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان والأزمان والإنسان والطعمان. وانظر فتوانا رقم: 19064 وما فيها من إحالة.
والله أعلم.