عنوان الفتوى : حكم أكل الدجاج الذي يتغذى بالصراصير
أنا طالب دكتوراه في الصين، وحاليا وزارة الصحة في الصين بدأت في اعتماد أساليب جديدة في الأطعمة؛ ففي مزارع الصراصير يتم تقديم فضلات المطاعم لها لتتغذى الصراصير عليها، ثم يتم تقديم تلك الصراصير كغذاء للدجاج (مزارع الدجاج) . فما منظور الدين في هذا الموضوع من حيث حلية أو حرمانية لحوم الدجاج المغذى بهذه الصراصير؟ وجزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تغذي الدجاج على الصراصير لا يوجب تحريم أكلها.
وبيان ذلك: أن الصراصير ونحوها مما لا نفس له سائلة (يعني ليس له دم يسيل) طاهرة في الحياة وبعد الموت عند جماهير العلماء إن كانت متولدة من طاهر، وكذلك عند بعض العلماء إن كان متولدا من نجاسة، وانظر تفصيل هذا في الفتوى رقم: 136313.
ولو افترضنا أن الصراصير التي يتغذى عليها الدجاج نجسة، فإن ذلك لا يوجب تحريم أكل لحومها، فإن الجلالة -التي تتغذى على النجاسات- لا يحرم أكل لحمها عند أكثر العلماء، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن أكل لحم الجلالة - وهي الدابة التي تأكل العذرة أو غيرها من النجاسات - وشرب لبنها وأكل بيضها مكروه، إذا ظهر تغير لحمها بالرائحة، والنتن في عرقها. وفي قول عند الشافعية ورواية عن أحمد: يحرم لحمها، ولبنها، والأصل في ذلك: حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإبل الجلالة أن يؤكل لحمها، ولا يشرب لبنها ولا يحمل عليها إلا الأدم، ولا يذكيها الناس حتى تعلف أربعين ليلة. أما إذا لم يظهر منها تغير بريح، أو نتن، فلا كراهة عند الشافعية وإن كانت لا تأكل إلا النجاسة. وقال الحنابلة: يكره أكل لحمها وشرب لبنها إذا كان أكثر علفها النجاسة، وإن لم يظهر منها نتن أو تغير. وذهب المالكية إلى أن لحم الجلالة لا كراهة فيه وإن تغير من ذلك. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى: 45336.
والله أعلم.