عنوان الفتوى : إطلاق لفظ “مولانا” على الناس
اطلعت على كتاب ذكر فيه تفسر كلمة ( مولى ) بما معناه : أن كلمة مولى مشتقة من اسم الجلالة ، فلا يجوز – والحالة هذه – إطلاقها على بني الإنسان ، كأن يقال مثلاً ( مولانا فلان ) فكل إنسان قالها لإنسان غيره يشرك بالله ! قرأت هذا وأنا بين الشك واليقين ؛ لأنني كثيرًا ما أسمع هذه الكلمة يقولها الناس لأناس غيرهم ، فما ردكم .
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فيقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل :
لقد غلا صاحب ذلك الكتاب في قوله الذي نقلتموه غلوًّا كبيرًا ، وأخطأ خطأ ظاهرًا ؛ فلفظ المولى ليس مشتقًّا من لفظ الجلالة الذي هو من مادة ( وله ) ، بل هو مشتق من مادة الولاية أو الولاء .
قد بين الله تعالى في كتابه أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض ، وما كل ما أطلق على الله عز وجل من الأسماء يحرم إطلاقه على غيره ، كما هو معلوم من إطلاق لفظ ( رؤوف رحيم ) على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن ، ومن تسمية المسلمين أبناءهم بالحكم والرشيد وغير ذلك مما جاء في أسماء الله الحسنى .
وقد استعمل المسلمون لفظ ( المولى ) من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا العهد ، وهو بمعنى السيد ، وشاع عندهم إطلاقه على المعتوق ، فكانوا يقولون : زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونافع مولى ابن عمر ( رضي الله عنه ) ، ومن استعماله بمعنى السيد قول الخنساء رضي الله عنها في أخيها (صخر) :
وإن صخرًا لمولانا وسيدنا وإن صخرًا إذا نشتوا لنحار
والله أعلم .