عنوان الفتوى : من حلف بغير الله فقد أشرك
بما أن الشهيد حي وخالد فهل يجوز لنا أن نحلف بحياته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من المقرر شرعاً أنه لا يجوز الحلف بمخلوق، لا بحياة الشهداء ولا حياة أي مخلوق آخر حتى الأنبياء عليهم السلام مع فضلهم ومكانتهم، وقد ذكر النووي -رحمه الله- في كتاب رياض الصالحين: باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة والسماء والآباء والحياة......
وأورد في هذا الباب حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت. متفق عليه. وأورد أحاديث أخرى.
ومن الأدلة على خطورة الحلف بغير الله حديث ابن عمر أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حلف بغير الله فقد أشرك. رواه أحمد والترمذي والحاكم بإسناد صحيح.
وحياة الشهداء حقيقة واقعة، ولكن أين الدليل على جواز الحلف بحياتهم؟!! لا دليل، بل الدليل على عكس ذلك كما تقدم، وبهذا يتبين للسائل أن الشهيد وإن كان حيا لكن لا يجوز الحلف بحياته، ولا بذاته، لأن الحلف بغير أسماء الله تعالى وصفاته محرم.
والله أعلم.