عنوان الفتوى : لا ينقطع ثواب الحب في الله وإن انقطع التواصل لعدم توفر أسبابه
قمت بعمل عمرة منذ فترة، وقابلت فيها رجلا من موطني، وبدأت علاقتنا بمساعدته لي في الوضوء، وبدأنا معا مناسك العمرة، وفيها تعارفنا قليلا، وبعد العمرة لم أطلب رقمه ولم يطلب رقمي وتفرقنا، فهل نكون كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه؟ نسألكم الدعاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن تكونا من أهل هذا الحديث، وليس من شرط المحبة في الله دوام التواصل لمن كانت ديارهم بعيدة، وخاصة مع انقطاع أسباب التواصل، لكن شرط المحبة في الله هو ما جاء في الحديث، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.... وذكر منهم: ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ـ فمجرد الاجتماع في الله والتفرق عليه هو أخوة في الله تعالى، والحب لله أو الحب فيه أو من أجله معناها واحد، وهو الحب من أجل دينه وطاعته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مراضاته سبحانه وتعالى، وهي من الموالاة التي تجب على المسلم لإخوانه المؤمنين، وانظر الفتوى رقم: 64315.
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا إخوة في الله متحابين.
والله أعلم.