عنوان الفتوى : هل يدعو في وليمته الفقراء فقط ، دون الأقارب والأصدقاء ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم أن تُقام الوليمة فيُطعَم فيها الأيتام والمساكين بدلاً من دعوة الأصدقاء والأقارب ، هل تحل البركة في النكاح إن فُعلت الوليمة بهذه الصورة ؟ وهل يجب في الوليمة دعوة الأصدقاء والأقارب ؟ أرجو التفصيل في هذا الموضوع مع ذكر الخيارات البديلة المتاحة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله.


روى البخاري (5177) ومسلم (1432) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال : ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ ) إلا أن البخاري أوقفه على أبي هريرة .
قال الحافظ رحمه الله :
" أَيْ أَنَّهَا تَكُون شَرّ الطَّعَام إِذَا كَانَتْ بِهَذِهِ الصِّفَة , وَلِهَذَا قَالَ اِبْن مَسْعُود " إِذَا خُصَّ الْغَنِيّ وَتُرِك الْفَقِير أُمِرْنَا أَنْ لَا نُجِيب " انتهى من "فتح الباري " (245/9) .

والمشروع دعوة الكافة ، من الأقارب والأصدقاء والصالحين ، ومن أمكن دعوتهم من الفقراء والمساكين ونحوهم ، وبذلك تحصل البركة وتعم المصلحة .

وكما أنه لا يشرع قصرها على الأغنياء أو الأصدقاء ، فكذا لا يشرع قصرها على الفقراء ؛ لأن الوليمة طعام شكر وسرور ، وهذا يقتضي أن لا يمنع منها قدر المستطاع من يحزنه المنع من الأقارب والمعارف ؛ فإن مثل ذلك قد يؤدي إلى قطيعة الرحم وسوء الجوار والهجر والمعاداة .

" ولما غزا بسطام بن قيس الشيباني مالك بن المنتفق الضبي، وأثبته عاصم بن خليفة الضبيّ، شدّ عليه فطعنه وهو يقول:
هذا وفي الجَفَلَى لا يدعوني .
كأنه حقد عليه حين كان يدعو أهل المجلس ويدعه " .
انتهى من "البخلاء" للجاحظ (ص: 278) .
ودعوة الجفلى هي الدعوة العامة إلى الطعام من غير تخصيص .

كما لا يمنع منها الفقراء والمحتاجون حتى لا يكون طعامها شر الطعام .

فالمشروع دعوة الأهل والأقارب والجيران والأصحاب وأهل الخير والصلاح والفقراء والمساكين ، قدر المستطاع ، وإنما تتم البركة بذلك ، لا بفعل ما قد يؤدي إلى الهجران والمقاطعة .
قال ابن بطال رحمه الله :
" دعا ابن عمر فى دعوته الأغنياء والفقراء ، فجاءت قريش والمساكين معهم " .
"شرح صحيح البخارى" (7 /289) .

وجاء في "الفتاوى الهندية" (5 /343) :
" وَوَلِيمَةُ الْعُرْسِ سُنَّةٌ ، وَفِيهَا مَثُوبَةٌ عَظِيمَةٌ وَهِيَ إذَا بَنَى الرَّجُلُ بِامْرَأَتِهِ ؛ يَنْبَغِي أَنْ يَدْعُوَ الْجِيرَانَ وَالْأَقْرِبَاءَ وَالْأَصْدِقَاءَ ، وَيَذْبَحَ لهم وَيَصْنَعَ لهم طَعَامًا " انتهى .

وقال الرملي في "نهاية المحتاج" (6/ 373):
" يَدْعُوَ جَمِيعَ عَشِيرَتِهِ وَجِيرَانِهِ أَغْنِيَائِهِمْ وَفُقَرَائِهِمْ دُونَ أَنْ يَخُصَّ الْأَغْنِيَاءَ " انتهى .

وذكر الشيخ الألباني رحمه الله أن من السنة في الوليمة أن يدعو الصالحين إليها ، فقراء كانوا أو أغنياء ، لقوله صلى الله عليه و سلم :
( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) رواه الترمذي (2395) وحسنه الألباني في " صحيح الجامع " (7341) .
"آداب الزفاف" (ص 74) .

راجع للفائدة إجابة السؤال رقم (131252) ، ورقم (83806).
والله أعلم .