عنوان الفتوى : نصائح لمن تاب وأناب لتجنب النكسة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم شاب كان يعيش في فترة المراهقة وبدأ يعي قضايا دينه وما زالت به بقايا تلك الفترة المظلمة بماذا تنصحونه؟وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصح الأخ الكريم بالابتعاد عن أصدقاء السوء، فهؤلاء أشد تأثيراً من الأبوين، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما مستدلاً بقول الله تعالى:(فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ، وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) [الشعراء:100-101].
كما ننصحه بالاقتراب من أهل الخير ومصاحبتهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119].
وقال تعالى مخاطباً لنبيه صلى الله عليه وسلم ولنا من بعده: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الكهف: من الآية28].
والبيئة لها تأثيرها ولا شك، ولهذا جاء في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً: أن رجلاً ممن قبلنا قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل هل له من توبة؟ فدل على راهب فسأله: هل له من توبة وقد قتل تسعة وتسعين نفساً؟ فقال له: لا، فقتله وأكمل به المائة، ثم سأل فدل على عالم، فسأله هل له من توبة وقد قتل مائة نفس؟ فقال له: نعم، ومن يحول بينك وبين التوبة؟ اذهب إلى بلد كذا، فإن فيها قوماً يعبدون الله فاعبد الله معهم.
فهذا العالم دل هذا التائب على البيئة الصالحة وحذره من البيئة الفاسدة، وهذا هو الدواء الناجع.
كما ننصح الأخ الكريم بحضور الدروس والمحاضرات ومجالس العلم، والاستماع إلى المفيد النافع، وشغل وقت فراغه بما يفيده في دينه ودنياه، لأن النفس إذا لم تشغلها بالمفيد النافع شغلتك بالأشياء التافهة التي ربما تؤدي إلى الانتكاس والرجوع إلى الماضي السيء. ونسأل الله العافية.
والخلاصة: أن على أخينا الكريم أن يصحب أهل الخير، ويبتعد عن أصدقاء السوء، وأن يشغل نفسه بطلب العلم أو الحِرَف المفيدة النافعة.
والله أعلم.