عنوان الفتوى : حكم من أنكر معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم ثم آمن بها
قرأت في الماضي كتابا يتحدث عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقفت عند واحدة منها ولم أستطع تصديقها بالرغم من أن هذه المعجزة كانت مروية في حديث من صحيح مسلم، وبعد فترة من الزمن اطمأن قلبي وآمنت بهذه المعجزة. ما حكم فعلي في السابق؟ وهل هذا الفعل هو في الأصل مخرج عن الإسلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإيمان بمعجزات الأنبياء من عقيدة المسلم اللازمة له؛ فقد جاء في كتاب اللآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية: وأجمعوا على الإيمان بمعجزات الأنبياء. اهـ
وجاء في أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة لنخبة من العلماء نشر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية: الإيمان بمعجزات الأنبياء وكرامات الأولياء أصل من أصول الإيمان، دلت عليه نصوص الكتاب والسنة والواقع المشاهد، فيجب على المسلم اعتقاد صحة ذلك وأنه حق. وإلا فالتكذيب بذلك أو إنكار شيء منه رد للنصوص ومصادمة للواقع وانحراف كبير عما كان عليه أئمة الدين وعلماء المسلمين في هذا الباب. اهـ
أما من آمن بمعجزاته – صلى الله عليه وسلم- وصدق بها لكنه أنكر معجزة منها قد ثبتت متأولا لها أو ما أشبه ذلك فإنه لا يكفر بذلك، ولكنه مبتدع بفعله ما يفعله بعض أهل الأهواء الذين يؤولون المعجزات أو يفسرونها تفسيرات مادية.
ولذلك فإن ما جرى لك يعتبر من عمل أهل الأهواء، والحمد لله على رجوعك واطمئنان قلبك للإيمان بمعجزات النبي –صلى الله عليه وسلم- الثابتة.
نسأل الله لنا ولك حسن الإسلام وزيادة الإيمان.
والله أعلم.