عنوان الفتوى : طلق زوجته تحت تأثير العلاج والإحباط
أنا مسلم أعاني من مرض شلل الأطفال منذ أن كان عمري 8 شهور ، وقد لازمني هذا المرض حتى الآن ، لدرجة أني صرت مشلولاً تمامًا ولا أتحرك لفترة من الوقت ، ولكن الحمد لله عادت لي قوتي وصحتي بعد ذلك ، ولكن رجلي ما زالت ضعيفة ولا تقوى على حملي إلا بصعوبة شديدة ، فبالتالي أواجه مشاكل في المشي. إلا أني الحمد لله حالتي النفسية جيدة ، وأنا سعيد بحياتي ، وأنا شخص هادئ جدا ، وقد حصلت على درجة علمية ، وعملت لفترة طويلة. وفي العام الماضي شخصني الأطباء بأني أعاني من مرض ما بعد شلل الأطفال ، وهو ما يتطلب مني أن لا أجهد نفسي وأن أرتاح ، لذا فأنا أعاني من الأرق في الليل ولا أستطيع النوم بسهولة ، وإذا لم أستطع النوم في الليل ، فإن مزاجي طوال اليوم يكون في حالة سيئة ، لدرجة أني طوال الأربع أعوام الماضية ، كنت أبكي بشدة في فترات كثيرة في اليوم ، ويتغير مزاجي بسرعة شديدة. لقد فكرت في الانتحار في بعض الأوقات ، وكتبت وصيتي وطلباتي الأخيرة ، وأنا كل ما كنت أفكر فيه وأتمناه أن أتخلص من زواجي ؛ لأني غير سعيد ، أنا متزوج وعندي أربعة أطفال، ولكني أفكر في إنهاء زواجي ، ومن كثرة التفكير ، أطفالي أحيانًا يتحدثون إليّ ولا أسمعهم حتى يغمزوني أو يصرخوا في وجهي ، لقد ذهبت إلى أطباء نفسيين، وأخبروني : أن المواد الكيماوية زادت في مخي وأثرت علي طوال السنوات الماضية ، وبعد 19 سنة من الزواج ووجود أربعة أطفال، انفصلت أنا وزوجتي ؛ لأني في الوقت الذي كنت فيه في حاجة لمساعدة طبية وعلاج لم أتمالك نفسي وطلقت زوجتي وأنا مريض . لقد قلت لها أنت طالق مني أكثر من مرتين ، وأنا كنت في ذلك الوقت مريضا نفسيًا والمواد الكيماوية زائدة في مخي كما أخبرني الأطباء. في الليلة التي طلقت زوجتي فيها، كنت قد اصطدمت بسيارتي في عمود كهربي ، وبعد طلاقها رميت الطاولة وما عليها مع أني شخص هادئ جدًا ، لكن كل هذا ينبئ عما كنت فيه من حالة عدم إدراك وعدم تحكم بالمشاعر. ولقد صليت الاستخارة مرتين ، وفي المرة الأولى ، وجدت أن ابني يناديني أن أعود البيت وفي المرة الثانية ، وجدت زوجتي . لقد كنت وأنا أطلق امرأتي في حالة مرضية صعبة ، كنت أعاني من أعراض مرض ما بعد شلل الأطفال ، وكنت مشتت الفكر وكنت مضطرب الأعصاب، السؤال : هل يمكنني العودة لزوجتي مرة أخرى؟ وهل طلاقي وقع عليها؟
الحمد لله
أولا :
نسأل الله أن يشفيك ويعافيك ، وأن يرزقك الصبر والأجر .
ولاشك أنك تعلم حرمة الانتحار ، وما فيه من الوعيد الشديد ، عافاك الله من ذلك ،
وصرف عنك السوء ، تفكيرا أو عملا .
ثانيا :
إذا كان الطلاق قد صدر منك في حال غضب شديد أو فقدان شعور ، فإنه لا يقع ولك أن
تعود إلى زوجتك ، وينظر : سؤال رقم (175080)
.
وإذا تلفظت بالطلاق وأنت مريد له ، ومدرك لعواقبه ، فإنه لا يقع إلا طلقة واحدة ؛
لأن الطلاق الثلاث ، أو الطلقتين ، يحسب واحدة على الراجح ، سواء كان بلفظ : أنت
طالق ثلاثا ، أو أنت طالق أنت طالق أنت طالق .
هذا إن كنت تقصد أنك تلفظت بذلك مرة واحدة ، أو طلقتها أكثر من مرتين ، قبل أن
تراجعها .
فإن كنت قد طلقتها ، ثم راجعتها ، ثم عدت فطلقتها مرة أخرى ، وقع طلاقك ، بحسب
المرات التي طلقتها على النحو السابق .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري |
---|
طلق زوجته تحت تأثير العلاج والإحباط |