عنوان الفتوى : تخصيص السجدة الأخيرة بإطالة الدعاء ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
أنا صاحب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم وفقك الله أن السعادة كل السعادة إنما تحصل بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال، واللذة كل اللذة إنما تكون في التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم، ونحن لم نمنعك من التطويل في السجود ولا حرمناك لذته حاشا وكلا، كيف وقد نقلت من فتوانا ما يدل على ترغيبنا في إطالة السجود والإكثار من الدعاء فيه؟ وإنما منعنا مما منع منه أهل العلم من اختصاص السجدة الأخيرة بمزيد تطويل، وهذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم والذي أحسن الهدي هديه، ولا نعلمه منقولا عن أحد من أصحابه الذين هم أحرص الناس على الخير وأنت إذا كنت مأموما فإنك مأمور بمتابعة الإمام وإن كنت إماما فإنك مأمور بالتخفيف إلا إذا آثر المأمومون التطويل وإن كنت منفردا فأي حاجة بك إلى تطويل السجدة الأخيرة دون غيرها؟ ولو جعلت سجداتك كلها متساوية أو متقاربة في الطول ودعوت فيها بما شئت فهذا هو المشروع أو طولت بعض السجدات إذا عرضت لك رغبة في الدعاء دون تخصيص لهذه السجدة بالتطويل لم يكن في ذلك بأس، وأما الذي نهينا عنه فهو اعتياد تطويل السجدة الأخيرة وهو الأمر الذي لم يؤثر عن النبي صلوات الله عليه ولا عن أحد من أصحابه كما ذكرنا.
والله أعلم.