عنوان الفتوى : يخشى على أخيه من الإلحاد ، فماذا يصنع ؟!
مشكلة كبرى مع أخي ، فهو غير مقتنع " بالصلاة " بمعنى أكثر وضوحاً أنه غير مقتنع بحركات الصلاة ، والوضوء ، وأشياء أخرى في الدين ! لا يقوم بفعل شيء إلا عن اقتناع ، فعلى سبيل المثال هو الآن في المرحلة الثانوية ولا يذاكر دروسه عن قناعة تامة أن نظام التعليم فاشل ! بدأ في التدخين ، ثم تركه لأن التدخين لم يعجبه ! ذكاؤه عالٍ جدّاً ، لا أدري إن كانت المعلومة هذه مفيدة أم لا ، وهو الآن في بداية عدم الاقتناع بالصلاة ولذلك لا يزال يشعر ببعض من الذنب ، لكن إن استمر هكذا أسبوعا آخر سيتركها بالكلية ، والله المستعان ! فهو غير مقتنع بالدين ! ويقارن بينه وبين أديان أخرى ويقول " لو لقيت في أديان ثانية هذا فالإلحاد " دين " من لا دين له " ! هذا جزء من كلامه لتعرفوا كيف يفكر : " أفتخر افتخاراً تامّاً بمنهاجي الحالي ، منهاج " اللامنهاج " ، وأثق كل الثقة أن ذاك المنهج هو الذي سيرشدني فيما بعد إلى أصحّ طريق ، وأحمد الله كل يوم أنني لست على شيء مثلكم ، وإنما أثق أيضاً أن كل ما أنتم عليه الآن هو تسرع واستباق للأحداث ، وكل يومٍ تزيد ثقتي في خطئكم الواضح ، وقد حاولت نصحكم ولكن هيهات أن يستجيب المندوه الغائب مع نداءات ندّاهته " ! . أرجوكم أدركونا بطريقة نصح طيبة وفعالة .
الحمد لله
لا شك أن أخاك على خطر عظيم ويُخشى عليه الانحراف بالكلية عن دين الله تعالى الردة
عنه ، وقد أحسنت غاية الإحسان برأفتك على حاله وحبك لتقويم اعوجاحه ، ونسأل الله أن
يهديه وأن يسدده ، ومما ننصحكم به :
1. عدم اليأس من هدايته ، والاستمرار في نصحه بالتي هي أحسن دون تعنيف أو إساءة .
2. وبما أنه من الأذكياء ، فإننا نفضل أن يناقشه في أقواله بعض من يتصف بالذكاء
مثله ، أو أشد منه ذكاء ؛ لأن هذا الصنف من الناس يرى نفسه فوقهم فيحتاج لمثله ممن
يتصف بصفته في الحوار والنصح والتوجيه .
3. من الجيد أن يكون الحوار معه في مناقضة الإلحاد للفطرة والعقل بعيداً عن النصوص
الشرعية ، فالأصل في ذكائه أنه يقوده إلى الدين لا إلى الإلحاد ؛ لأنه لا يمكن تصور
أمة بلا دين ولم تكن الحضارات السابقة خالية من الدين ومن أهم شعائر الأديان الصلاة
! قال المؤرخ الإغريقي " بلوتارك " : " من الممكن أن توجد مُدن بلا أسوار وبلا ثروة
وبلا آداب وبلا مسارح ، ولكن لم يَرَ الإنسان قط مدينة بلا معبد أو لا يمارس أهلها
الصلاة " .
4. وننصحكم بالاطلاع على مقاطع صوتية ومرئية كثيرة لشيوخ أفاضل في حواراتهم مع
ملحدين واستعمال أيسر الكلام وأقواه في إقناعهم ببطلان مذهبهم وفكرهم .
5. ونوصيكم بالدعاء له وتحري الأوقات الفاضلة لذلك فعسى الله أن يهديه ويصلح قلبه .
وانظري جوابي السؤالين (
14055 ) (
112042 )
.
والله علم