عنوان الفتوى : مفاسد وجود الخادمات الكافرات في البيوت
وجدت عند خادمتي غير المسلمة صورة أطفالي، وصورتي الشخصية، ووجدنا شيئًا يشبه قرنَ صغيرِ الماعز، فهل هذا نوع من أنواع السحر، أم إنها حالة حصلت فجأة، ولا علاقه لها بالسحر؟ أفيدونا -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
قبل الإجابة عن هذا السؤال، ينبغي النظر أولًا في مسألة وجود الخادمات عمومًا في بيوت المسلمين؛ فضلًا عن الخادمات الكافرات، فنقول: إن انتشار هذه الظاهرة، يترتب عليه كثير من المفاسد، والواقع خير شاهد على ذلك، ومن هذه المفاسد:
أولًا، وهو أخطرها: الجناية على الأبناء والبنات في البيت، عندما توكل تربيتهم إلى هؤلاء الخادمات، فيفقد الطفل الجانب العاطفي تجاه والديه، وأمّه خاصة، فيفتقد هذا الحنان، الذي هو العنصر الأساسي في التوجيه، والإرشاد للأطفال.
ثانيًا: إن وجود الخادمات في البيت، عامل أساسي في تشجيع الأمّهات على الخروج من البيت للعمل، أو الأسواق، أو الزيارات، وهذا مخالف لمقاصد الشريعة في بقاء المرأة في بيتها، قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُن [الأحزاب:33].
ثالثًا: إصابة المرأة بالخمول، والكسل، وهذا سبب أساسي في إصابة المرأة بكثير من الأمراض.
رابعًا: ترك الخادمات في البيوت مع الأبناء المراهقين؛ مما يتسبب في الوقوع في الفواحش.
خامسًا: نشأة الأولاد على عقائد، وأفكار هدامة مصادمة لعقيدة الإسلام، عندما تكون الخادمة كافرة.
لكل هذا؛ لا بدّ من اتباع الضوابط الشرعية في اتخاذ الخادمة في البيت، ومن هذه الضوابط:
1- أن تكون الخادمة مسلمة.
2- استقدام الخادمة مع واحد من محارمها، أو زوجها.
3- مراعاة الحدود الشرعية في عدم الخلوة، أو الاختلاط، أو دخول الرجال عليهنّ.
4- ألا يوكل أمر تربية الأولاد لهؤلاء الخادمات.
أما الموضوع المسؤول عنه، فنقول فيه: ما دامت هذه الخادمة كافرة، فلا يستبعد أن تفعل كل ما فيه مضرة للمسلم، كما قال تعالى: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ [التوبة:10]، فلا القرابة تحميهم، ولا العهد يمنعهم، فكيف إذا لم تكن هنالك قرابة، ولا عهد؟!.
وقرائن الأحوال تشير إلى احتمال سعيها إلى عمل السحر، وإلا فما الفائدة من قرن الماعز!؟
فالواجب عليكم التخلص منها؛ لترتاحوا من شرّها، ولا يحملنّكم ما رابكم من أمرها على ظلمها، أو مضايقتها: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8].
والله أعلم.