عنوان الفتوى : من فاتته صلاة الفجر فهل يحرم من حفظ الله في ذاك اليوم
الحمدلله أنا محافظ على صلاة الفجر وقيام الليل، وأربع ركعات في الضحى. وذلك لكي أكون في ذمة الله وحفظه بصلاة الفجر، ولكي يكفيني ما أهمني بأربع ركعات في الضحى. ولكن عندما تفوتني صلاة الفجر أخاف كثيرا لأنني أعلم أنني لست في ذمة الله، حتى إنني أحيانا أفكر بعدم الذهاب للعمل لعلمي بأني لست في ذمة الله و أخاف من أن تحل بي مصيبة. فهل إذا فاتتني صلاة الفجر هذا يعني أنني لست في حفظ الله لهذا اليوم؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا أخذت بالأسباب المؤدية إلى الاستيقاظ في الوقت وغلبك النوم ففاتتك صلاة الفجر فالواجب عليك أن تصليها حين تستيقظ، ولا إثم عليك في هذه الحال، بل يكتب الله لك أجر صلاتها في الجماعة، دلت على ذلك عموم نصوص كثيرة منها ما في صحيح مسلم وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَىْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ.
وقد نقل الشيخ الألباني في مصابيح التنوير عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله: وهذه قاعدة الشريعة أن من صمم على فعل وفعل مقدوره منه بمنزلة الفاعل فيكتب له ثوابه.
ونُقِلَ عن غير واحد من أهل العلم قولهم إن نية المرء أبلغ من عمله، ويروى هذا الكلام مرفوعا ويدل له ما في الصحيحين من حديث ابن عباس عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : قَالَ "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ، ...
وعلى كل فمن حفظ أمر الله تعالى فإن الله يحفظه بحفظه ويكلؤه سبحانه بعنايته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصيته لابن عمه ابن العباس رضي الله عنهما: احفظ الله يحفظك.
فإذا حفظت الله بفعل طاعته واجتناب معصيته قدر استطاعتك ولم تقصر فيما تقدر عليه من ذلك فأنت إن شاء الله في حفظ الله تعالى دائما.
والله أعلم.