عنوان الفتوى : اتباع سنة التدرج في الدعوة إلى الله تعالى
هذه تكملة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعين هذا الأخ ويصلح أهله، وعليه أن يجتهد في مناصحتهم وألا يمل من ذلك، ونوصيه بالاستعانة بالله والاجتهاد في الدعاء لهم أن يهديهم الله ويشرح صدورهم، ولا حرج في التدرج فيما تعطيهم من الفتاوى، والأولى في البداية هو التركيز على الكليات حتى يقرروا الاستجابة لأوامر الله فابدأ بالتركيز على تقوية الإيمان، وإصلاح القلوب وإتقان الصلاة والحرص على تقوية صلة النفوس بالله تعالى، والإكثار من الحديث عن الأسباب المعينة على خشية الله تعالى، والرغبة في ما عنده واستشعار مراقبته، والإكثار من الحديث عن الآخرة والقبر والجنة والنار، والترغيب في ذكر الله تعالى، فقد روى البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل لاتزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا....
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.
وقال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}.
وفي الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره، فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني.
وأما أن تؤخر الموضوع حتى تنتهي من الامتحان وتتمكن من التحضير فلا حرج فيه.
والله أعلم.