عنوان الفتوى : مجرد الضحك لما يحدث من مواقف من البدو أو غيرهم ليس سخرية
شيخي الكريم: كنت أتحدث مع أحد الأشخاص، وكان يحكي موقفا صار له مع بعض البدو فأضحكني، لكنني أخشى يا شيخ أنه لا تجوز السخرية من البدو، لأنهم مذكورون في القرآن في سورة يوسف، فما رأيك يا شيخ؟ وهل هذه وسوسة وتنطع أم لا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مجرد الضحك من حكاية ما جرى للرجل مع البدو أو مع غيرهم لا حرج فيه ولا يعتبر سخرية ما دمت لا تقصد احتقارهم والاستهزاء بهم. والسخرية من الآخرين أمر محرم وخلق مذموم سواء كانوا بدوا أو غيرهم، فقد نهى الله عنها بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ {الحجرات:11}.
وذكر البدو في القرآن الكريم لا علاقة له بما جرى لك، فقد ذكره الله تعالى حكاية عن يوسف ـ عليه السلام ـ عند ما جمعه الله تعالى بأبويه وإخوته بمصر فحمد الله على ذلك وعلى إخراجه له من السجن، فقال: وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ {يوسف:100}، ـ لأنهم كانوا يسكنون أرض كنعان بالشام كما قال أهل التفسير، فعليك أن تبعد نفسك عن هذا النوع من التفكير فإنه من وساوس الشيطان ويجر إلى ما هو أسوأ.
والله أعلم.