عنوان الفتوى : هل قراءة سورة يوسف ينتفع بها المهموم والحزين
ما مدى صحة: من أسرار قراءة سورة يوسف أنه ينصح بقراءتها لكل مهموم أوحزين؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد من أهل العلم من ذكر أن من أسرارهذه السورة ما ذكر في السؤال، ومع ذلك فلا مانع من قراءتها للمهموم والحزين لأن في القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، لا سيما إذا تدبر القارئ واعتبر بما اشتملت عليه السورة من أحسن القصص، ومن انتقال من حال إلى حال، من محنة إلى منحة ومنَّة، ومن ذل إلى عز، ومن فرقة وشتات إلى اجتماع وائتلاف، ومن حزن إلى سرور، ومن ضيق إلى سعة، قال السعدي في تفسيره: فصل في ذكر شيء من العبر والفوائد التي اشتملت عليها هذه القصة العظيمة التي قال الله في أولها: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ، وقال: لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ، وقال في آخرها، لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ ـ غير ما تقدم في مطاويها من الفوائد: فمن ذلك، أن هذه القصة من أحسن القصص وأوضحها وأبينها، لما فيها من أنواع التنقلات، من حال إلى حال، ومن محنة إلى محنة، ومن محنة إلى منحة ومنَّة ومن ذل إلى عز، ومن رقٍّ إلى ملك، ومن فرقة وشتات إلى اجتماع وائتلاف، ومن حزن إلى سرور، ومن رخاء إلى جدب ومن جدب إلى رخاء، ومن ضيق إلى سعة، ومن إنكار إلى إقرار، فتبارك من قصها فأحسنها، ووضحها وبيَّنها.
والله أعلم.