عنوان الفتوى : حكم عقد اللحية وضفرها
ما هو حكم ضفر شعر اللحية؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوعيد في شأن عقد اللحية، وهو في معنى ضفرها، ففي سنن أبي داود عن رفيع بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رُوَيْفِعُ لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي، فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوْ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ، أَوْ عَظْمٍ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ بَرِيءٌ. صححه الألباني.
ففي مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح عند شرح الحديث المذكور: من عقد لحيته، قيل: هو معالجتها حتى تنعقد وتنجعد وقيل: كانوا يعقدونها في الحرب فأمرهم بإرسالها، كانوا يفعلون ذلك تكبراً وعجباً، وقيل: هو فتلها كفتل الأعاجم، إلى أن قال: فإن محمداً منه بريء ـ هذا من باب الوعيد والمبالغة في الزجر الشديد. انتهى.
وقد عد بعض أهل العلم ضفر اللحية في الخصال المكروهة في اللحية، قالَ النَّوَوِيُّ في المجموع: وَمِمَّا يُكْرَهُ فِي اللِّحْيَةِ عَقْدُهَا، فَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد وَغَيْرِهِ عَنْ رُوَيْفِعٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ، ثم ذكر الحديث وقال: قال الخطابي في عقدها تفسيران: أحدها: أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْقِدُونَ لِحَاهُمْ فِي الْحَرْبِ وَذَلِكَ من زى العجم، والثاني: معالجة الشعر ليتعقد ويتجعد وَذَلِكَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ التَّأْنِيثِ وَالتَّوْضِيعِ. انتهى.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار بعد أن ذكر عشر خصال تكره في اللحية: وَالْحَادِيَةَ عَشَرَ: عَقْدُهَا وَضَفْرُهَا. انتهى.
ولبيان صفة لحية النبي صلى الله عليه وسلم يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 137471.
والله أعلم.