عنوان الفتوى : اجمعي بين الاهتمام بأسرتك وبين تعليم أولاد المسلمين
أولا أشكركم على جهودكم فقد استفدت كثيرا من التشاور مع حضراتكم وتخلصت من كثير مما يؤرقني ويشتتني إن شاء الله في ميزان حسناتكم، وسؤالي: نقيم في كندا ولا نعلم المدة بطبيعة الحال والكثير هنا من العرب للأسف لم يعلموا أولادهم العربية وليس لديهم القدرة الذهنية لتعليم أبنائهم العربية وحالهم من وجهة نظري المتواضعة يؤسف له، ولله الحمد أنا أتقن العربية وبناتي كذلك حيث نشأنا في بيئة عربية إسلامية من فضل الله علينا تعرض علي فرص عمل في المدارس العربية والإسلامية وأرفضها لكوني أريد الاهتمام ببيتي وأسرتي وأفضل عدم ترك بناتي في دور الحضانة وأنتم أدرى بمسؤوليات التربية هل آثم على تقصري في العمل في تلك المدارس وتعليم أبناء المسلمين العربية والقرآن؟ وهل أنا مقصر في حق أمتي؟ ولكم مني كل التقدير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالحرص قدر المستطاع على الجمع بين الفضيلتين فاجعل لهؤلاء شيئا من وقتك فإن في تعليمهم خيرا كثيرا، فقد قال علي كرم الله وجهه: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا.
واحرص على التركيز على القرآن وتعليم ما يهم من أمور الاعتقاد والعبادات، فقد قال ابن أبي زيد المالكي في رسالته: وأولى ما عني به الناصحون ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين ليرسخ فيها وتنبيههم على معالم الديانة وحدود الشريعة ليراضوا عليها وما عليهم أن تعتقده من الدين قلوبهم وتعمل به جوارحهم، فإنه روي أن تعليم الصغار لكتاب الله يطفئ غضب الله، وأن تعليم شيء في الصغر كالنقش على الحجر.
والله أعلم.