عنوان الفتوى : الراقي إذا طلب إحضار شيء له خصائص طبية...هل من بأس
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهذهبت عند إمام بهدف الرقية فطلب مني إحضار أشياء كماء البحر والبئر والمطر والودعة وهي نوع من الطحالب فهل هي رقية شرعية؟وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء:82].
ويقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57].
ويقول صلى الله عليه وسلم كما في السنن والحاكم وصححه، عن ابن مسعود رضي الله عنه: "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، فتداووا".
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى".
فالتداوي أمر به صلى الله عليه وسلم، وكذلك العلاج بالرقى الشرعية والأدعية المأثورة، ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وأبي داود عن ابن عباس رضي الله عنه: "من عاد مريضاً لم يحضر أجله، فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض".
وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين : "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ويقول: إن أباكما (إبراهيم) كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق ".
قال العلماء: يُشرع العلاج بالرقى والأدعية إذا كانت مشتملة على ذكر الله، وكانت مفهومة، لأن ما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك.
وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا عَلَيّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك".
وقال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: لا بأس أن ترقي بكتاب الله، وبما تعرف من ذكر الله. قلت: أيرقي أهل الكتاب (اليهود والنصارى) المسلمين. قال: نعم، إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وبذكر الله.
وضابط الرقية الشرعية أن تكون مفهومة، لئلا يكون فيها شرك أو سحر، وحذاري من تعليق التمائم والخرز والودع، فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، كما رواه أحمد والحاكم من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً: "من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا أودع الله له".
والحاصل: أن الرقية مشروعة للمسلم بشرط ألا يكون فيها شرك، وأن تكون بما يفهم، وما طلبه منك الراقي إن كان له خصائص طبية، فلا مانع من ذلك، لأنه حينئذ يعتبر سبباً من الأسباب الحسية، وإن كان للتعليق أو لم تكن له خصائص طبية فإنه لا يجوز.
والله أعلم.