عنوان الفتوى : توفيت أمها وتفتقدها كثيراً وتراسلها وتكتب لها أخبار الأسرة !
توفيت أمي - عليها رحمة الله - منذ ما يقرب من 3 شهور ، وأشعر أنني افتقدتها كثيراً ، وأحياناً أشعر أنني أريد التحدث إليها وإبلاغها بأخبارنا ، وأننا نفتقدها كثيراً ، فأقوم بكتابة رسالة على الإيميل الخاص بي ، وأكتب فيها ما كنت أتمنى أن أقوله لها ثم أرسل الرسالة لنفسي مرة أخرى وأكتب في نهايتها " في رعاية الله وحفظه يا أمي " ، وأشعر بعدها أنني في ارتياح نفسي ، فهل هذا يجوز أم لا ؟ مع العلم أنني أبعد كل البعد عن كلمات الكفر ، وعن طلب منها الدعاء لي وأن تشفع لي عند الله ، فلا أقوم بهذا أعاذنا الله ، والحمد لله رب العالمين ، وما هو إلا كلام عادي جدّاً ودعاء لها ليس إلا .
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يرحم أمك وأن يسكنها الفردوس الأعلى ، ونسأله أن يصبِّرك على
مصابك ، وأن يثبت قلبك على طاعته .
وبخصوص فعلك هذا فإننا نرى الكف عنه ، وذلك لأسباب :
1- أن في هذه المراسلات والكتابات تجديداً للحزن ، وقد منع أهل العلم من كل ما يجدد
على المسلم حزنه ؛ خشية أن يترك العمل ؛ ويصيبه اليأس والجزع ، ومن هذا الباب كان
حكم زيارة المرأة للقبور مختلفا في حكم زيارتها ، فهي إما ممنوعة من الزيارة مطلقاً
، وإما ممنوعة من الإكثار من الزيارة ، وقد قيل في سبب ذلك : ما قد يحصل منها من
مخالفات بسبب تجدد حزنها .
قال ابن قدامة رحمه الله :
" ولأن المرأة قليلة الصبر كثيرة الجزع ، وفي زيارتها للقبر تهييج لحزنها ، وتجديد
لذِكر مصابها ، ولا يؤمن أن يفضي بها ذلك إلى فعل ما لا يجوز ، بخلاف الرجل" انتهى
.
" المغني " ( 2 / 430 ) .
2- أن في هذه المراسلات والكتابات تركاً لما هو خير لوالدتك وأفضل ، وهو الدعاء لها
بالرحمة والمغفرة ، ولو أنك تركتِ هذه الكتابات والمراسلات ورضيتِ بواقع وفاة
والدتك لاجتهدتِ بالدعاء لها في سجودك ، وفي آخر الليل ، فهو خير لها مما تفعلين .
فالذي نوصيكِ به : هو ترك هذا الفعل ، وأكثري من الدعاء لها ، ونسأل الله تعالى أن
يرحمها وأن يعفو عنها .
والله أعلم
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |