عنوان الفتوى : علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين المهديين
س: هل فعلاً لو أن الله سبحانه وتعالى أراد لعلي بن أبي طالب أن يكون إماما لكان إماماً. بدليل : قول الله تعالى : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). وقد علمنا في مذهبنا أهل السنة والجماعة أن الإرادة قسمين إرادة كونية قدرية وإرادة شرعية دينية. ولكن هل يصح ذلك الاستدلال أم لا يصح وإن صح فهو تحت أي قسم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإرادة الله تعالى تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: إرادة كونية قدرية، وهي التي بمعنى المشيئة، ولابد أن تقع.
القسم الثاني : إرادة دينية شرعية : وهي التي بمعنى المحبة . وقد تقع أو لا تقع.
ونحن نعتقد أن الله تعالى قد أراد إمامة علي ضي الله عنه شرعا كما أرادها كونا، فهو رابع الخلفاء الأربعة المهديين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
وقد جاء في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على خلافتهم ففي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء أو ملكه من يشاء. قال الألباني: حسن صحيح.
وفي الترمذي عن سعيد بن جمهان قال حدثني سفينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك، ثم قال لي سفينة: أمسك خلافة أبي بكر ثم قال وخلافة عمر وخلافة عثمان ثم قال لي أمسك خلافة علي قال فوجدناها ثلاثين سنة.
وجاء في التمهيد لابن عبد البر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي. وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. فسماهم خلفاء. وقال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون إمرة وملكا وجبروتا، فتضمنت مدة الخلافة الأربعة المذكورين رضوان الله عليهم أجمعين. انتهى.
وفي تحفة الأحوذي: قال العلقمي: قال شيخنا يعني الحافظ السيوطي: لم يكن في الثلاثين بعده صلى الله عليه وسلم إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن. قال العلقمي: بل الثلاثون سنة هي مدة الخلفاء الأربعة كما حررته فمدة خلافة أبي بكر سنتان وثلاثة أشهر وعشرة أيام، ومدة عمر عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام، ومدة عثمان إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وتسعة أيام، ومدة خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيام. هذا هو التحرير. انتهى.
والله أعلم.