عنوان الفتوى : المشكلة ليست في تطبيق الشريعة بل في أوهام العلمانيين
نظرا لانتشار الفكر العلماني والليبرالي بين فئة من المسلمين وادعائهم عدم تعارضه مع الأديان وخاصة الإسلام، نريد رأي الدين في اعتناق هذه المعتقدات وهل تتعارض مع الدين أم لا وخاصة أن هؤلاء ينادون بفصل الدين عن الدولة وينادون بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين داخل المجتمع الإسلامي بدعوى احترام العقائد ومنهم من ينادون بعدم تطبيقها أصلا لأسباب وحجج عديدة؟ نرجو توضيح رأي الشرع في ذلك وحكم من يقول أنا مسلم ليبرالي أو علماني وتوضيح كيفية تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع ذي الأغلبية المسلمة بشيء من الإسهاب، وهل المجتمع المسيحي يسمح أصلا بتطبيق شرع غير شرعه في البلاد ذات الأغلبية المسيحية أو يسمحون للمسلمين بتولي أمورهم مثل تقلد منصب الرئاسة أو حتى مناصب وزارية كما ينادي بعض العلمانيين في مصر؟ وفقكم الله للسداد وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا بالفتويين رقم: 5490، ورقم: 2453، أن العلمانية منهج كفري، فلا يجتمع في قلب عبد دين الإسلام والفكر العلماني، ولا يجوز للمسلم الانتساب إلى فكر يناقض الإسلام، فالانتساب إليه كفر بالله عز وجل، وهذا هو الحكم من جهة العموم.
وأما بالنسبة للحكم على الشخص المعين الذي أتى بالكفر قولا أو فعلا فهذا له حكم خاص، وذلك أن أهل العلم فرقوا بين القول والقائل، وبين الكفر والكافر، إذ لا يجوز الحكم على المسلم المعين بالكفر إلا بعد توفر شروط وانتفاء موانع، كما سبق وأن فصلنا الكلام في مسألة تكفير المعين وضوابطه بالفتوى رقم: 721.
وتطبيق شرع الله في مجتمع مسلم ذي أغلبية مسلمة وأقلية غير مسلمة أمر ممكن، فوجود مثل هذه الأقليات ليس بمانع شرعا من تطبيقه، وليس هذا بالشيء الجديد، ففي مختلف العصور الإسلامية منذ العصر النبوي كان الشرع قائما، وكانت الحقوق والواجبات بينة وواضحة، وعاش غير المسلمين في أمان في المجتمع المسلم، فليس هنالك إشكال إلا في أذهان هؤلاء العلمانيين.
وإذا أردت المزيد من التفصيل فيما يتعلق بتطبيق الشريعة والشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام حولها نحيلك على بعض الكتب المفيدة في هذا الجانب ومنها: كتاب: العلمانية ـ للدكتور سفر الحوالي، وكتاب: مذاهب فكرية معاصرة ـ للشيخ محمد قطب، وكتاب: تطبيق الشريعة وصلته بأصل الدين ـ وكتاب: تطبيق الشريعة ودعاوى الخصوم ـ وكلاهما للدكتور صلاح الصاوي، وكتاب معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية للشيخ مناع القطان.
والله أعلم.