أرشيف المقالات

إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2إذا بلغت الآجال منتهاها، فإما إلى جنة، وإما إلى نار
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ [النساء: 78].
 
تأمل قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾؛ لتعلم أنه لا ملجأ ولا منجى لأحدٍ من الموت مهما علا قدرُه وارتفعت منزلتُه، وكثُر جندُه، وبالَغ في الحيطة والحذر، واعتصَم في القصور الفارهة، والحصون المنيعة والبروج المشيدة، فالموت كأس وكل الناس شاربه.
 






وكل ابن أنثى وإن طالت سلامتُه
يومًا على آلة حدباء محمولُ












قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]، ولا مطمع لأحد في الخلود في الدنيا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾[الأنبياء: 34، 35].
 
هو قضاء الله تعالى وحكمه، ولا رادَّ لأمره ولا معقِّب لحكمه؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾[الرحمن: 26، 27].
 
ويذكِّرهم الله تعالى بالموت كل يوم؛ ليرجع شاردَهم، ويُقبل دُبرهم، ويتوب عاصيهم، ويؤمن كافرهم؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ اللَّهُ يُتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الزمر: 42]، ومع تلك الحقيقة الظاهرة، والسنة الماضية القاهرة، لو نطق لسان حال الناس لقال عنهم: خُلقنا للبقاء، وما نحن بميِّتين.
 
ويَحيدون عنه بكل سبيل، ويفرُّون منه في كل واد؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]، فإذا أعْيتْهم الحيلُ، وانقطعت عنهم الأسباب، واستوفوا أرزاقهم، وبلغت الآجال منتهاها، نزل بهم مِن قدرِ الله ما لا يُرد، فإما إلى جنة، وإما إلى نار.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢