عنوان الفتوى : التبرك بالأضرحة والاستغاثة بها من الشرك الأكبر
ما حكم زيارة الأضرحة والقبور التي بني عليها بنية التبرك وطلب قضاء الحوائج؟ وقد نصحتهم بترك هذه الأمور دون فائدة، مع العلم أنهم يعتقدون أن الأولياء الصالحين قادرون على تحقيق أمنياتهم، وهذا شرك بالله، والظاهرة موجودة بكثرة في الجزائر حتى إنهم لا يقبلون تزويج بناتهم بشخص لا ينتمي لقبيلة منهم حتى ولو توفرت فيه كل الشروط التي أوصانا به الرسول الكريم، فماذا أفعل حتى أخلصهم مما هم فيه وهم أقرب الناس لي، وأخاف عليهم من عذاب عظيم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طلب قضاء الحاجات من الموتى ودعاءهم من دون الله واعتقاد أنهم يملكون ضرا أو نفعا هو من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله تعالى لمن لقيه متلبسا به وقد قامت عليه الحجة، والآيات والأحاديث الدالة على هذا كثيرة جدا.
ونوصي السائلة بمراجعة كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ طلبا لمزيد الأدلة في هذه المسائل الخطيرة، وزيارة القبور للتبرك بها والدعاء عندها هو من البدع المحدثات وهو ذريعة للشرك الأكبر فيجب اجتناب مثل هذا، وإنما تزار القبور للاتعاظ والاعتبار وللدعاء للموتى والاستغفار لهم.
وكذا لا يجوز منع تزويج البنت من الكفء ولو كان من غير القبيلة، بل هذا اعتداء على حقها ورفع لما وضعه النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدميه من أمر الجاهلية، فالواجب عليك أن تجتهدي في مناصحتهم، وأن تبيني لهم ما هم مقيمون عليه من الخطأ العظيم، وأنهم إن لم يكفوا عن هذه المنكرات فهم على خطر عظيم، واذكري لهم بلين ورفق أدلة ذلك من الكتاب والسنة والتي تبين أن الله تعالى وحده هو المتفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع، وأنه وحده الذي يدعى ويرجى ويستغاث به ويلجأ إليه، فإن استجابوا فالحمد لله، وإن أصروا فتكونين قد فعلت ما يلزمك فعله، وبرئت ذمتك بذلك، وأعذرت إلى الله تعالى، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والله أعلم.