عنوان الفتوى : حكم التغزل في جسم امرأة متخيلة أثناء المعاشرة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

انا سيدة متزوجة منذ 13 عاماً وأنا وزوجي على درجة جيدة من التدين والحمد لله ولكن مع طول فترة الزواج يدخل الملل بين الزوجين نتيجة التكرار والروتين فهل يجوز التكلم بكلام خارج أثناء المعاشرة الزوجية وذلك بهدف الإثارة مثل أن يقول الزوج لزوجته إنه يتمنى معه الآن امرأة جميلة مواصفاتها كذا وكذا ويتغزل في جسمها ويتمنى أن تعمل له كذا وكذا ويعمل لها كذا وكذا طبعا كلام جنسي وذلك كلام عام دون ذكر أي امرأة معينة فهل هذا الكلام مباح أثناء المعاشرة الزوجية وشكرا

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالوسائل المشروعة لإدخال السرور على الزوجين واستنهاض الشهوة قبل الجماع كثيرة متعددة، وفيها ما يغني -والحمد لله- عن كثير من الوسائل التي قد تفضي إلى الوقوع في المحاذير المنهي عنها، وقد تقدم الكلام عنها وعن آداب الجماع في الجواب رقم :
3768 فليراجع ، وأما الجواب عن سؤالك فالذي ننصح به أنه ينبغي ترك ذلك وإن كنا لا نقطع بالتحريم. وقد تكلم العلماء رحمهم الله تعالى حول مسألة من وطء زوجته متفكراً في محاسن أجنبية حتى خيل إليه أنه يطؤها، و قالوا هل يحرم ذلك التفكر والتخيل أم لا؟
فأجاب ابن حجر الهيتمي في فتاويه بجواب نصه : ( الذي أفتى أبو القاسم بن البزري بأنه لا يحل. ورجح ابن السبكي في طبقاته عدم التأثيم، لحديث " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به". ويؤيد التحريم قول القاضي حسين في الصوم من تعليقه: كما لا يحل النظر لما لا يحل له، يحرم التفكر فيه، لقوله تعالى : ( ولا تيمموا الخبيث منه ) فمنع من التيمم مما لا يحل كما منع من النظر إلى ما لا يحل) ا0هـ انظر الفتاوى الفقهية الكبرى 4/88
قال ابن الحاج المالكي : (يحرم على من رأى امرأة أعجبته وأتى امرأته جعل تلك الصورة بين عينيه، وهذا نوع من الزنا، كما قال علماؤنا فيمن أخذ كوزاً يشرب منه فتصور بين عينيه أنه خمر فشربه، أن ذلك الماء يصير حراماً عليه)
وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المحتار: (والأقرب لقواعد مذهبنا عدم الحل لأن تصور تلك الأجنبية بين يديه يطؤها فيه تصوير مباشرة المعصية على هيئتها فهو نظير مسألة الشرب).
وقد فصلنا هذه المسألة في الفتوى رقم:
15558
وإذا تقرر أن المسألة اختلف فيها العلماء بين مبيح ومحرم علم أن الأولى تجنبها والاستغناء عنها بغيرها.
والله أعلم.