عنوان الفتوى : تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومه بعبادة معينة بدعة
هل ليوم الخامس عشر من شعبان فضل لأني سمعت أحد المشايخ يقول بذلك؟ أرجو إفادتي بالأدلة .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد ورد ما يدل على أن ليلة النصف من شعبان من الليالي الفاضلة المباركة ، ومما ورد فيها ما رواه ابن ماجه ، وفيه : "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" ، وقد ضعفه السيوطي وغيره. وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه " أخرجه البيهقي وحسنه بعض أهل العلم ، فهذان الحديثان فيهما بيان فضيلة هذه الليلة؛ لكن لا ينبغي أن تخص هذه الليلة بقيام أو عبادة ، إلا إذا كان ذلك موافقاً لعادة له ، ومن قامها ظاناً أن لها فضيلة تختص بها، فقد قام بأمر لم يرد في الشرع، والحديث السالف لا يلزم منه أن يخص هذا اليوم بصيام أو أي نوع من أنواع العبادات إلا أن يوافق عادةً له ومن غير قصد. فإذا قصد هذا اليوم بصيام أو بعبادة وخصه عن سائر الأيام فهذا يدخل تحت البدع المحدثة.
وأما ما ورد في فضل هذه الليلة من الروايات وتخصيصها بعبادة خاصة دون غيرها فقد ضعفها العلماء وقال بعضهم بوضع كثير من تلك الروايات، لذلك فلا نتقرب إلى الله بمثل هذه الأمور، بل بما صح وثبت عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ، ونقله عنه الثقات ورضوا به. روى الترمذي في سننه بسند صحيح عن الحسن بن علي رضى الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة". فلا بد في العبادة من اليقين والطمأنينة والتثبت ليكون القلب في راحة وأمن وسلامة.
والله تعالى أعلم.