عنوان الفتوى : حال الناس في المحشر
أحبتي في الله سؤالي بسيط: وهو أن الخلائق يوم المحشر تحشر عراة وجميعنا نعلم حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ عندما سألت الرسول عليه الصلاة والسلام فقال لها إن الأمر أشد من ذلك، ولكن بعد ذلك تبدأ الخلائق بالتحدث مع الأنبياء ابتداء من أبي البشرية آدم عليه السلام وانتهاء بسيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلامفي هذه الأثناء هل تكسى الخلائق أم تكون لا زالت عراة؟ لأنهم سيبحثون ويمشون بين الخلائق طلبا للرسل للشفاعة، وهل ورد شيء عن الذين يبدأون بالبحث عن الرسل ومن أي أمة هم؟ وهل هم فقط رجال، أم لم يرد نص بذلك؟ ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على نص من نصوص الوحي في لبس الناس وقت حديثهم مع الأنبياء، وذكر الملا علي قارئ في شرح المشكاة: أن الأنبياء والأولياء يقومون من قبروهم عراة ثم يلبسون أكفانهم، ولكنه لم يذكر في هذا نصاً. ومن المعلوم أن هذا من الأمور الغيبية التي لا يجزم بشيء فيها ما لم يثبت نص فيه، ولم نعثر كذلك على نص يحدد نوعية من يبدأ الحديث مع الرسل عليهم الصلاة والسلام، وإنما ثبت في ذلك ما في الصحيحين وغيرهما بشكل عام في قوله صلى الله عليه وسلم: فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم.
والله أعلم.