عنوان الفتوى : واقع الحال يكذب الزعم بأن أبا بكر آمن بالنبي عليه الصلاة والسلام طمعاً في الملك
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته ما حكم الإسلام فيمن قال إن سبب سبق إيمان أبوي بكر بالنبي صلى الله عليهوسلم هو طمعه بالملك بعده لأن شخصا أوصى بذلك لأبي بكر ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأي ملك وسلطان كان يلوح في الأفق في بداية دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بين شعاب مكة وحيداً فريداً لا مال ولا زعامة ولا أتباع، حتى يطمع بهما أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فيدخل الإسلام لأجلهما. فلا ريب ولا شك أن قائل هذا القول كذاب أشر، يكذب القرآن والسنة، وانظر الجواب رقم:
7261 ويكذب الحال والواقع الذي يؤكد أن أبا بكر دخل الإسلام في وقت يعلم فيه كل ذي عقل أنه طريق الابتلاء والتضحية.
ثم من هذا الذي أوصى لأبي بكر بذلك، ولِمَ لم يسبق إلى هذا الخير حتى يؤثر غيره به. فيكفي أبا بكر رضي الله عنه مجداً وفخراً وعزاً وعدالة وتوثيقاً أن الله سبحانه قال فيه: ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) [التوبة:40] ولا يجادل أحد أن المراد بصاحبه في الآية: أبو بكر، فكيف أن الله وهو يعلم السر وأخفى يقرر في كتابه وعلى لسان نبيه صحبة أبي بكر لنبيه، ومعيته سبحانه لهما، و أبو بكر ما دخل الإسلام صادقاً، وإنما طمعاً على حد زعم القائل؟! إلا إن كان هذا الكذاب يزعم أن الله قال ذلك وهو لا يعلم ما في نفس أبي بكر، فيكفر بالله ويمرق من دين الإسلام ولا كرامة.
والله أعلم.