عنوان الفتوى : فضائل أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب
يا شيخ لو تفضلتم بذكر مناقب وكرامات كلاً من أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففضائل الخليفتين الراشدين كثيرة جداً، لذا سنكتفي بذكر بعض منها، وإذا أردت التوسع فراجع الكتب المختصة بذلك، ككتاب الفضائل من صحيح البخاري ومسلم وغيرهما.
فمن فضائلهما رضي الله عنهما أنهما أول من أسلم، فأبو بكر أول من أسلم من الرجال وعلي أول من أسلم من الصبيان، وشهد لهما النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وشهدا بدراً وبيعة الرضوان وغيرهما من المشاهد.
ومما اختص به أبو بكر رضي الله عنه أنه كان أعلم الصحابة، وأخصهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه، دل على ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: " عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الحياة الدنيا، وبين ما عنده، فاختار ما عنده" فبكى أبو بكر، وبكى، فقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخَّير، وكان أبو بكر أعلمنا به.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمنَّ الناس عليَّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبا بكر" متفق عليه وهذا لفظ مسلم ورواه البخاري بنحوه.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، فقلت: ثم من الرجال؟ قال أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر فعد رجالاً" متفق عليه.
ومما ورد في شأن علي رضي الله عنه ما حدث به أبو حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فبات الناس يرجون ليلتهم أيهم يعطاها، قال فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. فقال: " انفذ على رسللك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" متفق عليه.
وقد أجمعت الأمة على إمامتهما، كما أجمعت على تقديم أبي بكر على جميع الصحابة، ثم عمر بن الخطاب بعده رضي الله عنهم.
والله أعلم.