عنوان الفتوى : فضائل أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

يا شيخ لو تفضلتم بذكر مناقب وكرامات كلاً من أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

ففضائل الخليفتين الراشدين كثيرة جداً، لذا سنكتفي بذكر بعض منها، وإذا أردت التوسع ‏فراجع الكتب المختصة بذلك، ككتاب الفضائل من صحيح البخاري ومسلم وغيرهما.‏
فمن فضائلهما رضي الله عنهما أنهما أول من أسلم، فأبو بكر أول من أسلم من الرجال ‏وعلي أول من أسلم من الصبيان، وشهد لهما النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وشهدا ‏بدراً وبيعة الرضوان وغيرهما من المشاهد.‏
ومما اختص به أبو بكر رضي الله عنه أنه كان أعلم الصحابة، وأخصهم بالنبي صلى الله ‏عليه وسلم وأحبهم إليه، دل على ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: " عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الحياة ‏الدنيا، وبين ما عنده، فاختار ما عنده" فبكى أبو بكر، وبكى، فقال فديناك بآبائنا ‏وأمهاتنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخَّير، وكان أبو بكر أعلمنا به.‏
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمنَّ الناس عليَّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو ‏كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام، لا تبقين في المسجد ‏خوخة إلا خوخة أبا بكر" متفق عليه وهذا لفظ مسلم ورواه البخاري بنحوه.‏
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ‏ذات السلاسل فأتيته فقلت: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، فقلت: ثم من الرجال؟ ‏قال أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر فعد رجالاً" متفق عليه.‏
ومما ورد في شأن علي رضي الله عنه ما حدث به أبو حازم عن سهل بن سعد أن رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، ‏يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فبات الناس يرجون ليلتهم أيهم يعطاها، قال فلما ‏أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين ‏علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأتي به ‏فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع، ‏فأعطاه الراية. فقال: " انفذ على رسللك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام ‏وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك ‏من حمر النعم" متفق عليه.
وقد أجمعت الأمة على إمامتهما، كما أجمعت على تقديم أبي ‏بكر على جميع الصحابة، ثم عمر بن الخطاب بعده رضي الله عنهم.‏
والله أعلم.‏
‏ ‏