عنوان الفتوى : مسألة تكلم الجان على لسان المسحور
عمري 36 سنة ماكثة بالبيت ولا أحب الرقية، و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتجوز رقية المرأة للمرأة، لما في عموم حديث مسلم: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل.
ولما في صحيح ابن حبان عن عائشة ـ رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها، أو ترقيها، فقال: عالجيها بكتاب الله.
وقد روى ابن ماجه عن زينب ـ زوجة عبد الله بن مسعود ـ قالت: كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة وكان لنا سرير طويل القوائم وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت، فدخل يوما فلما سمعت صوته احتجبت منه فجاء فجلس إلى جانبي فمسني فوجد مس خيط، فقال: ما هذا؟ فقلت: رقي لي فيه من الحمرة، فجذبه وقطعه فرمى به وقال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. والحديث صححه الألباني.
وأما تكلم الجان على لسان المصاب: فهو أمر شائع، وأما قوله للحقيقة: فمن المعروف أن الشياطين كذابون بدليل ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم وكله بحفظ زكاة رمضان، فأتاه آتٍ، فجعل يحثو من الطعام، فأمسكه، وقال: لأرفعنّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني محتاج وعلي عيال، ولي حاجة شديدة، فتركه أبو هريرة على أنه لن يعود، وفعل معه ذلك ثلاث مرات، وفي آخر الحديث يقول أبو هريرة: قلت: يا رسول الله: زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ {البقرة: 255} ـ وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا، قال: ذاك شيطان.
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في فتح الباري وهو يعدد فوائد الحديث: وأنهم - أي الجن - يسرقون ويخدعون. اهـ.
وأما العلاج: فهو المواصلة للدعاء والرقية الشرعية، وقد ذكرنا كيفية الرقية في الفتوى رقم: 80694
والله أعلم.