عنوان الفتوى : الفرح الناشيء عن التوبة فرح محمود
بعد ما جاءتني وساوس حول الإيمان، قررت أن أتشهد و أغتسل. لكن بعد ذلك، شعرت بالسعادة و قلت الحمد لله أني على يقين. فتذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نعرض عن الوسوسة و بالتالي فاغتسالي يعتبر معصية و فرحي يعتبر منافيا للتوبة من الاغتسال ( يعني كالذي يرتكب معصية ثم يقول: لقد أمضيت وقتا ممتعا عند فعلي لتلك المعصية). والله لقد وقعت في حيرة كبيرة. فعندما أقول: الحمد لله على الإيمان، ألا يعني ذلك أني أفرح بما أنا عليه من يقين بعد الغسل؟). أفيدوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أن استرسالك مع الوساوس شر عظيم وخطر جسيم, وبما أنك تعرف علاج هذا الداء وهو الإعراض عن الوساوس جملة وعدم الالتفات إلى شيء منها فعليك بتعاطي هذا الدواء فلا تلتفت إلى ما يعرض لك من الوساوس, واعلم أن باب الوساوس لا ينتهي بل يأخذ بعضها برقاب بعض فلا تخرج من وسواس حتى تدخل في غيره, وهذا هو ما حدث معك فظننت أنك تخرج من الوسوسة بالاغتسال، فلما اغتسلت أتاك الشيطان بوسواس آخر وهو أن فرحك بعد الغسل يعد فرحا بالمعصية, وكل هذا من الوساوس ابتداء ولم تمكنه من نفسك لما عرض لك شيء من هذا, فسد على نفسك هذا الباب من أصله واطرح عنك جميع أنواع الوساوس, واعلم أنك لا تأثم بالاغتسال وأن ما عرض لك من الفرح ليس فرحا بالمعصية بل هو فرح ناشئ عن اعتقادك أنك الآن تبت وصرت مؤمنا, وخير لك من هذا كله ما ذكرناه لك من ضرورة الإعراض عن الوساوس رأسا, فكلما عرض لك الوسواس في باب الإيمان فتعوذ بالله من الشيطان وقل آمنت بالله ثم انته عن هذا الوسواس ولا تلتفت إليه, واعلم أن الراجح عندنا هو أن الغسل لا يجب على من دخل في الإسلام إلا أن يكون ارتكب حال كفره ما يوجب الغسل كما بينا في الفتوى رقم : 147945.
والله اعلم.