عنوان الفتوى : دلالة علامات الوقف على القرآن الكريم
ما الفرق بين علامة انتهاء الآية وبين "ق" في القرآن الكريم فكلاهما توجب الوقوف ؟ و جزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالوقف على رؤوس الآي سنة عند جماعة من القراء، لحديث أم سلمة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطِّع قراءته فيقول: (الحمد لله رب العالمين) ثم يقف، (الرحمن الرحيم) ثم يقف. وكان يقرأ(مالك يوم الدين) رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
ولا يجب الوقوف عند رأس الآية باتفاق جميع القراء. وأما الوقف على العلامات الموجودة في المصحف كـ(قلي) و(صلي) أو (ق) أو (ص) وغيرها، فهو أمر اجتهادي اصطلاحي، وهذا هو الفرق بينه وبين الوقف على رؤوس الآي. وكلاهما لا يوجب الوقوف. وبيان ذلك أن العلامة (قلي) المثبتة في المصحف، هي علامة لجواز الوقف، مع كونه أولى من الوصل، وأما علامة الوقف اللازم فهي (م) أي يلزمك الوقوف في هذا الموضع، لأن الوصل يوهم معنى غير المراد.
ومن أمثلته: (فلا يحزنك قولهم) [يس:76] لأن الوصل يوهم أن جملة (إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) من مقول الكافرين، وليس كذلك.
والوقف عند قوله تعالى: (إنما يستجيب الذين يسمعون) [الأنعام:36] لأن الوصل يوهم أن (الموتى) يشتركون مع الأحياء في الاستجابة. ثم يبتدئ القارئ بما بعده، يقرأ: (والموتى يبعثهم الله) قال ابن الجزري رحمه الله:
وليس في القرآن من وقف وجب ولا حرام غير ما له سبب
والله أعلم.