الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يبين لنا السائل الكريم هل يدخل وقت صلاة المغرب عندهم قبل وقت إقلاع الطائرة أم بعده، فإن كان وقت المغرب يدخل بعد وقت إقلاع الطائرة لم يجز له أن يصلي المغرب في المطار لأن من شروط صحة الصلاة دخول الوقت، وإن كان وقت المغرب يدخل قبل إقلاع الطائرة جاز له أداؤها في المطار بعد دخول وقتها. وأما عن قصر الصلاة فننبه أولا إلى أن الذي يقصر في السفر من الصلوات هو الصلوات الرباعية ولا يجوز لك قصر الصلاة في المطار ولا جمعها بسبب السفر إذا كان المطار في المدينة التي تقيم فيها، لأن القصر خاص بالسفر وأنت لم تسافر بعد ما دمت في المطار، وإذا كان المطار خارج حدود المدينة جاز لك الترخص برخص السفر من الجمع والقصر والفطر في المطار لأنك شرعت في السفر.

وأما عن صلاة الفجر فإن دخل عليك وقتها وأنت في الطائرة وعلمت أنها ستهبط عند أو بعد خروج وقتها -شروق الشمس- وجب عليك أن تصلي في الطائرة ولم يجز لك تأخيرها إلى الهبوط.

 قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى: إذا أراد أن يصلي الفريضة وكانت الطائرة لا تصل إلى المطار قبل خروج الوقت فإنه يصلي في الطائرة ويتجه إلى القبلة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ولا يؤخر الصلاة عن وقتها، لأن تأخير الصلاة عن وقتها محرم ولا يجوز... اهـ.

 وإن تيسر لك أن تصلي في مكان من الطائرة تستطيع فيه القيام والركوع والسجود فذاك، وإلا فصل في كرسيك قائما وأومئ بالركوع والسجود ولا تطالب بإعادة الصلاة عند الهبوط، وإن علمت أن الطائرة ستصل قبل خروج الوقت بزمن تستطيع فيه إدراك الصلاة أداء فأخر الصلاة إلى الوصول.

 قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن الصلاة في الطائرة: إذا حان وقت الصلاة وهي مما يجمع إلى ما بعدها وأنت في الطائرة فأخرها حتى تصل إلى المطار وتنزل ثم تجمع جمع تأخير، وإن كانت الصلاة مما لا يجمع إلى ما بعدها كصلاة الفجر مثلاً أو صلاة العصر لا تجمع إلى المغرب أو صلاة العشاء لا تجمع إلى الفجر ففي هذه الحال لا يصلي أيضاً حتى ينزل في المطار ليتمكن من القيام بالواجبات، فإن كان لا يمكن الوصول إلى المطار إلا بعد خروج الوقت فهنا يصلي في الطائرة... اهـ.

 وانظر الفتوى رقم: 123857، والفتوى رقم: 50953، والفتوى رقم: 124763.

والله أعلم